غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"طاهية الغلابا" مشوار بدأ من العالم الأزرق إلى أزقة حي التفاح بغزة

طاهية الغلابا
شمس نيوز - هديل الغرباوي

تطل سميرة أبو عمرة، من بين الأزقة الضيقة وأكواخ "الزينكو" بأحداق حالمة وروح نبيلة، لتزين حياة البسطاء وتساند "الغلابا"، الذين لا يجدون قوت يومهم، ولا يسألون الناس إلحافا.

أبو عمرة سيدة فلسطينية في العقد الرابع من العمر، تقطن حي الزيتون شرقي مدينة غزة، تشمر عن ساعديها لتطهو الطعام وتوزعه على عشرات الأسر الفقيرة في حيها.

بدأ مشوار سميرة وكنيتها أم محمد، أثناء تحليقها في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ جالت في صفحة نسائية لسيدات كويتيات، نقلت إليهن الأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، ليبادرن بعد ذلك بالتبرع بمبلغ متواضع لإطعام العائلات المحتاجة.

تقول "أم محمد" لمراسلة "شمس نيوز" إنها تحصل على تبرعات بسيطة اسبوعياً من فاعلي خير خارج غزة، تعلو أو تنخفض عن الـ50 دولاراً بشكل طفيف، كما يصلها مبالغ زهيدة جداً من فاعلي خير من داخل قطاع غزة لمشروعها الإنساني، في حين أن تكلفة اليوم الواحد يتراوح من 40 إلى 50 دينار لإطعام من 25 إلى 30 أسرة فقيرة.

وتعد "أم محمد" الطعام للأسر المحتاجة، ثلاثة أيام في الأسبوع من بينها يوم الجمعة، كما أنها تحاول البحث عن متبرعين لتتمكن من اطعام المزيد من الأسر المحتاجة، كون أن عدد تلك الأسر أكثر من الامكانيات المتوفرة حاليًا، كما تقول.

سعادة مطلقة

"استيقظ فجراً، أنجز أعمالي اليومية بترتيب منزلي وتلبية احتياجات أطفالي، ومن ثم أبدأ بتحضير وجبات الطعام، فعدم وجود أحد يساعدني يجعل من مهمة إعداد الطعام وتجهيزه للأسر الفقيرة رحلة صعبة ويجب أن تنتهي في وقت مبكر"، تضيف "أم محمد".

وتكمل " أشعر بسعادة غامرة، وفرحة مطلقة، عندما انتهي من التحضير والإعداد، وأزداد فرحة عندما أرى ابتسامة الأطفال الفقراء وهم يأخذون الوجبات مني، على الرغم من التعب الشديد الذي أشعر به في توفيقي بين واجباتي الحياتية المعتادة وإعداد الطعام للبسطاء وذوي الحاجة، فسعادة الفقراء ودعواتهم لي تجعلني أستمر بهذا العمل الدؤوب".

وتدعو "أم محمد" الناس للمساهمة في مساعدة الفقراء، ليشاركوها فرحتها الغامرة والراحة النفسية الكبيرة التي تعيشها عندما ترسم الابتسامة على وجوه الأطفال وعائلاتهم.

وتطمح أم محمد بتوسيع مبادرتها لتشمل احتياجات الأسر الفقيرة الأخرى كالملابس وغيرها من مستلزمات الحياة الأخرى، وتقول :" الفقير أو المحتاج لا تنتهي مشكلته فقط بالطعام إنما لديه الكثير من الاحتياجات والمتطلبات أي تبرع ولو بسيط يسهم في استمرارية مبادرتي وتطويرها".

وقصة سميرة أبو عمرة من القصص النبيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي، في مجتمع انهكه الاحتلال والحصار والانقسام، إذ أن نحو 85% من سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر، فيما زادت جائحة "كورونا" الأمر سوءًا، وفقاً لتقارير واحصاءات المرصد الأورومتوسط لحقوق الانسان.

مليونا انسان في القطاع يعانون من واقع مرير، إذ يبلغ عدد العاطلين عن العمل حوالي 232 ألفا، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بينما تشير بيانات غير رسمية أن عددهم يفوق 300 ألف، مع إضافة فئات أخرى من العاطلين عن العمل، غير مدرجين في مؤشر البطالة.

وبهذه الأعداد يكون نسبة البطالة في قطاع غزة وصلت إلى 49% في عام 2020، بعدما كانت 23.6%.