قائمة الموقع

بالصور "زراعة الأسطح".. مسن فلسطيني يتحدى "غابات الأسمنت" في المخيم!

2021-03-10T21:34:00+02:00
أبو فادي أبو دان يحول سطح منزله لمزرعة
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

في محاولة للتنفيس عن معسكر خان يونس المزدحمِ بالكتل الأسمنتية، والمنازل المتلاصقة، و"ألواح الأسبست"، يجتهد المواطن تيسير أبو دان بتوفير فسحة "خضراء" تضفي مظهراً جمالياً على المنطقة، فاختار أنْ يكون "سطح" منزله هو تلك الفسحة؛ بسبب انعدام المساحات الخالية داخل المعسكر.

ويجدُ المواطن أبو دان (65 عاماً) سعادته البالغة بالتجول بين أشتاله على سطح منزله، ذلك السطح المتواضع الذي تحوَّلَ إلى واحةٍ خضراء تسرُ الناظرين، إذ يكفيك أنْ تشاهد جمال الأشتال بين أكوام الكتل الأسمنتية الرمادية.

ويستغل أجزاء واسعة من سطح منزله في زراعة المحاصيل والاشتال المختلفة، بهدف إضفاء مظهر حضري على المكان، ولتحقيق اكتفاء ذاتي من بعض المزروعات.

ولم يكن الهدف الأوحد لأبو دان أن يوجد فسحة حضارية من وراء زارعة الأشتال على سطح منزله، إذ أنَّ الرجل يمارس هوايته التي عشقه منذ نعومة أظافره، إلى جانب أنه يوفر مصدر دخلٍ بسيط له لتدبير بعض احتياجات عائلته.

وعلى الرغم من قلة الإمكانيات المتوفر لدى أبو دان، إلى أنه يتمسك بفكرة زرع الأشتال على سطح منزله، ويحرص على جلب الأشتال الموسمية في موعدها، وعلى الاعتناء بتلك الأشتال من جميع النواحي.

ولم تكن الزراعة على سطح المنزل بسيطة بالنسبة لأبو دان، إذ أنَّ الأمر كان في بادئ الأمر شبه "مجازفة"؛ نظرًا للعديد من الصعوبات التي واجهته، مثل: توفير المياه المناسبة، وصعوبة نقلها إلى السطح، بالإضافة إلى تعرض أجزاء من "سقف الأسبست" إلى الانهيار؛ نتيجة ثقل أحواض الزراعة البلاستيكية، غير أنَّ تلك الصعوبات لم تكن لتمنعه من مواصلة شغفه.
ولا يخفي أبو دان مساندة جيرانه في توفير الماء العذب لري الأشتال، ومساعدته في نقلها إلى السطح، مستدركًا: "رغم كل التحديات؛ إلا أنني أعشق هذه الهواية، وأحب ممارستها باستمرار".

ويستخدم الأحواض المخصصة للزراعة، وفي أحيانٍ كثيرةٍ يستخدم أوعية البلاستيك والغالونات والقناني (الزجاجات الفارغة)، خاصة أنَّ "الحاجة أم الاختراع".

وتتميز مزروعات أبو دان بعدم احتوائها على أي متبقيات كيمياوية، وذلك لاستخدامه السماد الطبيعي، قائلاً: "هذا هو سر النجاح والاستمرار في الزراعة؛ فلا يمكنني أنْ أضع ملعقة واحدة من السماد الكيماوي؛ نظراً لضررها الفادح على التربة والخضروات".

ويوزع أبو دان على الجيران بعضاً مما تجود به أشتاله، مع الإشارة إلى انَّ كثيراً من الجيران باتوا يترقبوا خضرواته ليشتروها؛ لما تتمتع به من عناية، واهتمام؛ بالإضافة لخلوها من الأسمدة الكيماوية، والمبيدات الضارة.

تصوير- حسن الجدي

اخبار ذات صلة