على مدى عقود طويلة كانت الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل تدوران في فلك الهيمنة و التوسع محكومتان بنواميس احتلال الغير لنهب ثروات الشعوب وقهرهم وخلق أنظمة موالية تساعدهما على تنفيذ تلك السياسات المبنية على البلطجة وكانت الشعوب المغلوبة على امرها ترضخ صاغرة وقد ساعد ذلك وجود ماكينة اعلامية جبارة مهمتها تهيئة المناخ اللازم لتسهيل بسط مشاريعهم السياسية القذرة القائمة على احتلال الغير وما حدث في فيتنام خير شاهد على ذلك ورغم بطش وجبروت الجيش الأمريكي الا ان العلم الأمريكي خرج ملطخا بالدماء وما حدث ايضا في جنوب لبنان وحرب 73 وخروج المحتلين الغزاة ادى الى تراجع مشاريع الهيمنة واحتلال الغير وسقوط نظريات التوسع وغنى عن التعريف ان الحرب الباردة وارتداداتها ساهمت في انكماش تلك المشاريع ....
ولقد كان انطلاق العمل الثوري الفلسطيني المسلح وضرب العدو في العمق وثورات وانتفاضات الشعب الفلسطيني المتتالية عظيم الأثر في تقوقع المشاريع الصهيونية التي كانت معدة لاحتلال العالم العربي من( النيل للفرات ) وتهاوى المشروع الصهيوني حتى اضحى نظريات موجودة فقط في اذهانهم العفنة ...
تبدلت الأمور وتغيرت الأحوال وما كان في أحلام جنرالات المحتل ،بات مستحيلا ،فالشعب الفلسطيني الذى غدا خزانا للثورة ونموذجا طليعيا أمميا لكل المضطهدين في العالم ، قزم كل تلك الاحلام ،وأصبح الثائر الفلسطيني يحاصر المحتلين ويؤرق كافة مشاريعهم وما نموذج دلال المغربى وثائر حماد الا دليلا قاطعا على صحة هذا المشروع
ورغم احباط جماهير الامة من المحيط الى الخليج الا ان حسابات القوة والهيمنة الموجودة في اذهان قادة الدول الاستعمارية اصابها الخلل ،بسبب وعى المواطن العربي من خطورة تلك المشاريع ورغم ما اصاب الامة من صراعات داخلية الا ان الغد المشرق سينبئ بانقشاع تلك السحابة السوداء ، لان المواطن العربي مهما تم تغييبه عن المشهد الا انه سيظل قويا صاحب المبادرة في التغيير... وللانصاف نقول ان شعبنا الفلسطيني البطل كان ومازال وسيظل الصخرة و خط الدفاع الأول عن أمته ،فهو الذى قدم مئات الالاف من الشهداء ومازال ابطاله الأسرى يثرون الإنسانية كلها بصمودهم الاسطوري وكذلك الجرحى الذين قدموا التضحيات
شعبنا ومعه كل الاحرار والشرفاء ساهموا مساهمة فعالة في سقوط حسابات القوة ومشاريع الهيمنة
وسيبزغ الفجر مهما طال الليل
الكاتب الصحفي جلال نشوان