غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مملكة عباس ليست لكل الناس!

ثائر أبو عطيوي

حدود المملكة العباسية، لا تعترف بالجغرافيا ولا التاريخ، لأنها تعتبره سرداً قصصياً قادماً من المريخ، فهي تعترف بمن حاز على رضا الملك وفاز بثقة السلطان القائم على تجسيد فكرة التخليد الكارهة للتغيير والاصلاح والتجديد، لأنها نموذج العصر المبتذل القادم من العصور الغابرة وأساطير الخرافات والدجل بمصادقة الحاشية المقربة من الملك سلطان الزمان، حتى يبقى لهم المكان في صدارة القصر، وأن يظلوا المتنفذين وأصحاب المشورة في كل عصر، دون اكتراث واهتمام للرعية والقوم، التي تنظر للملك وحاشيته بعيون الحزن والقهر واللوم، وضاربا الملك بعرض الحائط ان الدوام للدهر والأيام، وليس لشأن أو منصب يزول مع الأيام.

المملكة العباسية لا تعترف بالهوية والانتماء، بل تقدس الخضوع والولاء، وتمقت باستياء وتحارب على حد سواء كل صوت يغرد خارج السرب، وتقطع الطريق والدرب على كل مؤازر ونصير يريد لعامة القوم أن يعيشوا بخير ومستقبل عنوانه الأمل في الغد ومستقبل يقرر المصير بكل راحة نفس وطمأنينة تريح النفس والضمير من شقاء سياسات الملك وقرارات المملكة المتخبطة المتقلبة والشائكة، التي تعترض أي رأي ووجهة نظر مغايرة ومختلفة، وتقوم بوضع رأس الفكرة على المقصلة، وتساومها باستقواء بين القبول بقرارات الملك وبين الفصل والاقصاء والطرد خارج حدود المملكة، ومحاربتها في خوض أي معركة قادمة تنتصر للمبادئ والقيم النبيلة وتاريخ العهود والوعود دون شروط أو قيود، القائمة على احترام قدسية الانتماء لا الولاء.

خارج حدود المملكة العباسية هناك قوم امتلكوا زمام المبادرة الوطنية والانسانية على أسس ثابتة وسوية عنوانها الانسان والقضية، جل اهتمامهم تغيير السياسة الملكية، وتحويلها إلى حالة ديمقراطية بطرق واعية وسلمية، يكون بها الكلام مباح وحرية الرأي والقبول بالآخر عنوان القادم في اطار التغيرات والانفتاح الذي يقوم على الإصلاح.

القوم الرافضون لسياسة الملك وحاشيته من عشاق الكذب والنفاق في مجالس السلاطين، دفعوا ضريبة الانتماء بكل وفاء لفلسطين ، ولم يهابوا عواصف المكر ورياح الدهاء، وما زلوا على عهد سيرة الأطهار الخالدين من أجل استعادة الإرث الوطني الجميل القائم على صدق العطاء وروح الانتماء، واحترام الذات والانسان، لأن الانسان هو رأس مال الوطن وعنوان الحاضر والزمان وشمعة المكان.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".