على الرغم من أن استطلاع هلال غرة كل الشهور الهجرية يحدث بالطريقة ذاتها، فإن شهري رجب وشعبان تحديدًا يلقيان اهتمام الجمهور لأنهما يسبقان شهر رمضان.
وفي الشريعة الإسلامية، يعتمد تحديد مطالع الشهور الهجرية على مبدأ "الرؤية"، أي أن يُرصد الهلال الجديد مباشرة بعد غروب يوم الرؤية.
الخبير الفلكي نادر اشتي يجيب عبر "شمس نيوز" عن السؤال الذي يراود الكثير من الناس، إذ يوضح أن الاختلاف في تقدير غرة الأشهر الهجرية وتحديدًا شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد، ناتج عن اختلاف الطرق التي من خلالها يتم تحديد الرؤية للأهلة.
وأشار اشتي إلى، وجود ثلاث طرق لتحديد غرة الأشهر الأولى هي الرؤية الشرعية والثانية في الحسابات الفلكية، موضحًا أن هناك اختلاف بين الطريقتين، إذ أن الحسابات الفلكية تكون دقيقة، من حيث موعد ولادة الهلال وأي ساعة ووقته.
ولفت إلى، أن العالم يسير على سنة الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" في رؤية الهلال وهي الرؤية من خلال العين المجردة، أما الحسابات الفلكية فيتم الاستئناس بها لتطبيق الرؤية الشرعية.
وبين اشي، أن الانقسام بين الرؤية والحسابات يقسم الدول إلى ثلاثة أقسام، الأول يتمثل في الدول التي تأخذ بالرؤية الشرعية في العين المجردة فقط، إذ أنهم يتبعون طريقة الرسول والصحابة برؤية العين المجردة دون مجهر أو تلسكوب، منوهًا إلى أن هذه الدول هي سلطنة عمان والمغرب وإيران وبعض دول شرق آسيا.
أما القسم الثاني، فهي الدول التي تعتمد الرصد بالتلسكوب أو المراقب كالسعودية التي أجازت ذلك بعد عام 2004، ويتبعها العديد من الدول كفلسطين والأردن والعراق ومصر وتونس والجزائر.
القسم الثالث من الدول كما يوضح اشتي، تلك التي تعطي إجازة استخدام الحسابات الفلكية، بحيث إذا ولد الهلال قبل غروب الشمس يجوز استخدام الحسابات الفلكية، ولا يأخذوا بالرؤية الشرعية، أما في حالة ولد الهلال بعد غروب الشمس يأخذوا بالرؤية الشرعية، مشيرًا إلى، هذه الدول هي تركيا وما يتبعها من دول غرب آسيا وشرق أورويا.