قائمة الموقع

الأردنيون غاضبون لكن يفهمون أنهم بحاجة إلى "إسرائيل" !!

2021-03-16T10:34:00+02:00
الأردن واسرائيل.jpg
ترجمة: عامر خليل

عن : اهود يعاري _ موقع قناة 12 العبرية

خلافاً للقادة العرب الآخرين، مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، لا يحب الملك عبد الله الثاني رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو. وهناك توتر واضح في العلاقات بين الزعيمين، بما في ذلك تهرب العاهل الأردني من إجراء محادثات هاتفية مع نتنياهو ورفضه في لقائهما الأخير قبل عامين السماح للمصورين بتوثيق اللقاء.

ومع ذلك، فإن المصلحة الأردنية تملي على الحكومة في عمان الحفاظ على التعاون الوثيق على طول الحدود وفي العديد من القضايا الأمنية، رغم جو من الشكوك والتحفظات حول السلام مع إسرائيل. لا يبدو أن عجلة العلاقة (المتوترة) هذه ستجد لها علاجا سريعا للمستقبل المنظور.

أدى إلغاء زيارة ولي عهد الأردني الأمير حسين، بعد أن وصل بالفعل مع حراسه الأمنيين إلى جسر اللنبي بعد تنسيق مبكر، لخلق مرة أخرى أزمة عابرة بين البلدين.

وف مصدر أردني رفيع المستوى إن سبب الإلغاء لم يكن الجدل حول عدد حراس الأمن المسلحين الذين سيسمح لهم بدخول المسجد الأقصى مع الأمير الشاب، بل نية إسرائيل زيادة عدد المصلين الذين سيسمح لهم بحضور الصلاة الخاصة في ليلة الاسراء والمعراج، التي تمثل صعود النبي محمد إلى السماء كما جاء في القرآن. ويقول المصدر الأردني في عمان إنه كان هناك قلق من توقع موجة من الانتقادات اللاذعة للأمير، بان زيارته للأقصى سببت منع العديد من الفلسطينيين من الدخول عبر بوابات الحرم القدسي.

وتتبع السلطات الأردنية الآن سياسة موجهة لتهدئة الأوضاع بشأن هذه المسألة، مما في ظل عدم إرادة لحدوث أزمة مستمرة. ويدرك الأردنيون أنهم يعتمدون على إسرائيل في إمدادات المياه ويزيدون من اعتمادهم على إسرائيل في إمدادات الغاز.

غضب الاردنيين في السنوات الأخيرة يتعلق بثلاثة مجالات رئيسية:

اولها الشكوى المتكررة هي أن إسرائيل أخلت بوعدها الوارد في اتفاق مدته ست سنوات لمد خط أنابيب ينقل المياه من البحر الأحمر إلى البحر الميت. وقد بنى الأردنيون آمالاً كبيرة على هذا المشروع، لكن إسرائيل خلصت إلى أنه لا توجد جدوى اقتصادية لهذا المشروع وهناك أيضاً مخاطر بيئية. وتحاول اسرائيل ان تقدم للاردنيين تدفقا للمياه من البحر المتوسط الا ان الاردنيين يصرون حتى الآن على انهم يريدون خط انابيب يمر بالكامل عبر اراضيهم.

تتعلق نقطة الخلاف الثانية بين البلدين بالوضع الخاص الممنوح للأردن في المسجد الأقصى بموجب اتفاق السلام لعام 1994، اذ لم ينجح الأردنيون من منع فقدان بعض نفوذهم في مؤسسات الأوقاف التي تدير الأقصى. بالإضافة إلى ذلك، تعمل عناصر أخرى، بما في ذلك الأتراك والحركة الإسلامية ومسؤولون في فتح، على تقليص سلطة الملك في المكان الثالث في قدسيته للمسلمين.

والمشكلة الثالثة أعمق: ففي الأردن، تقتنع دوائر واسعة، لا سيما بين الرأي العام في الاجيال الأردنية القديمة، بأن إسرائيل تسعى جاهدة لدفع جماهير الفلسطينيين للانتقال من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية في أول فرصة. كل المحاولات لإقناع كبار الضباط الأردنيين بأن لا توجد خطة من هذا القبيل على جدول الأعمال لم تؤت ثمارها. فالملك عبد الله يريد تحولاً حقيقياً في اتجاه إقامة دولة فلسطينية أو على الأقل خلق شعور بأن ذلك ممكن. هذا على الرغم من حقيقة أن الأردنيين في محادثات خاصة لا يخفون أنهم يريدون أن يتواجد (جيش الدفاع الإسرائيلي) - وليس قوة فلسطينية أو دولية - حدود نهر الأردن.

وفي ضوء ذلك، ينبغي أن نتذكر أن الأردن كان في محنة اقتصادية كبيرة حتى قبل أن يهبط عليه وباء الفيروس التاجي ولا يتلقى مساعدة كبيرة من البلدان النفطية من دول الخليج. التوتر بين التاج الهاشمي والعائلة المالكة السعودية يزيد عن 100 عام. وكان مؤسس الاسرة السعودية الملك سعود قد طرد اسلاف الملك عبد الله من الحجاز والاماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. واليوم، يخشى الأردنيون أن يشمل اتفاق التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية منح السعوديين موطأ قدم في القدس أيضاً.

إن صيغة السلام مع الأردن تثبت أن الخيار ليس بين سلام بارد وسلام دافئ، بل هو خيار للسلام الحامض الذي يضم عناصر قوية من التعاون ملفوفة بجرعة معبأة من الشك والاستياء.

اخبار ذات صلة