قائمة الموقع

هنية والنهر المقطوع والمستقبل المأمول

2021-03-18T16:31:00+02:00
اسماعيل هنية.jpg
بقلم/ عماد عفانة

لا يمل اسماعيل هنية رئيس حركة المقاومة الاسلامية حماس، من التأكيد على مبدأ الشراكة الأمر الذي يجسده حوار القاهرة مع حركة فتح وبقية الفصائل والشخصيات الوطنية، متسلحين بقرار وإرادة لا تعرف التردد بهدف الوصول الى اتفاق وطني شامل.

ويشدد هنية في مقال خص به صحيفة القدس صباح اليوم، على أهداف حركة حماس المركزية لنضالها المستمر ضد الاحتلال الصهيوني، والتي يقف على رأسها تحرير شعبنا من قيد المحتل ومشروعية حقه في تحرير وطنه السليب.

وبما أن أولى متطلبات تحقيق حق تقرير المصير لشعبناـ، والعيش بحرية وكرامة فوق أرضه المحررة، هو بناء نظامه السياسي على أسس العدالة والديمقراطية، الأمر الذي تعتبر الانتخابات واحدة من أشكال تحقيقها، ضربت حماس المثل في انتخاباتها الداخلية المثل والقدوة، فكانت مفخرة تابعها وتفاعل معها شعبنا، ومختلف الدوائر السياسية والامنية في الاقليم والعالم، لتثبت للجميع رسوخ مبدأ التداول في أدبياتها، لتبعث برسائل طمأنة لشعبنا كما لمختلف قواه السياسية فضلا عن قوى الاقليم.

الأمر الذي يفتح الباب واسعا أمام نجاح فرص تعزيز الوحدة الوطنية، وطي صفحة الانقسام، بهدف تعظيم القوة الذاتية الفلسطينية، ويضع حجرا ثقيلا في مسار اعادة حشد قوى الأمتين العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني في زمن الهرولة العربية نحو التطبيع.

ولم ينسى هنية التأكيد على دور الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، في اختيار القيادة التي تمثله، بهدف تحقيق أهدافه وتطلعاته، الأمر الذي لا يتحقق الا بضمان مشاركة جميع أبناء شعبنا في الداخل والشتات في العملية الانتخابية بما يضمن اعادة تفعيل دور شعبنا الفلسطيني في المسار الوطني والنضالي.

ولم يفوت هنية الفرصة للإشارة الى الخطوات الواسعة التي خطتها حماس تجاه الكل الوطني، والمرونة التي تبديها تجاه جميع الملفات، لضمان فتح آفاقًا واسعة لإطلاق العملية الانتخابية، وإصدار مراسيمها الانتخابية، في اطار جهود إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وتوحيد جهود شعبنا في مجابهة ما يواجه من مخاطر.

وقد بذلت حماس جهدا كبيرا للشروع في حوار وطني جاد ومسؤول، للتوافق على خارطة طريق لإتمام العملية الانتخابية بمراحلها الثلاث (المجلس التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني)، ليتحمل الجميع مسؤولياته التاريخية بضرورة إنجاز انتخابات وطنية تمكن من تذليل العقبات التي يمكن أن تعترض هذا المسار الوطني.

ويشهد الجميع بما فيهم خصومها السياسيين على تطبيق حماس الامين والمسؤول لكل ما هو مطلوب منها من مخرجات الحوار، مع جاهزيتها التامة لاستكمال هذه الحوارات وتطبيق ما يتم التوافق عليه وطنيًا للوصول إلى إتمام العرس الديمقراطي بما يحقق الغايات الأهداف المتوخاة.

وقد حدد هنية أهداف حماس من هذه الانتخابات بشكل واضح:

أولا: أن تكون الانتخابات مدخلًا لترتيب كامل للبيت الفلسطيني، وإعادة بناء نظام سياسي فلسطيني يستجيب للتحديات التي تلاحق الحالة الفلسطينية باستمرار، ويستوعب كل القوى الحية في شعبنا في الداخل وفي الشتات على قاعدة الوحدة والشراكة والتكامل.

ثانيا: أن تشكل مدخلاً لتوحيد جهود الأمتين العربية والإسلامية تجاه فلسطين، وتجنب مخاطر الانكشاف الاستراتيجي الذي تعيشه امتنا، ووقف التطبيع مع العدو الصهيوني على حساب حقوق شعبنا ومقدساتنا.

أما آليات تحقيق هذه الأهداف حسب هنية فهي:

- المشاركة في الانتخابات التشريعية، والدخول في قائمة وطنية موحدة تضم أوسع طيف سياسي وطني على قاعدة الحفاظ على الثوابت الوطنية، متمثلا ذلك بوثيقة الوفاق الوطني ومخرجات اجتماع الأمناء العامون.

- تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع حتى تلك القوى التي لم تشارك في انتخابات المجلس التشريعي، لإزالة كل رواسب الانقسام، وبناء مسار للمصالحة الداخلية حقيقيا وشاملا .

- أن يشمل ذلك كل مكونات شعبنا على امتداد تواجده وانتشاره في كل أماكن اللجوء والشتات، وعدم اقتصاره على شعبنا في داخل فلسطين فقط، كون الشتات الفلسطيني جزء أصيل ما زالوا يدفعون ضريبة التشرد والتهجير من أرضهم، ويشكلون واحدة من أخطر جوانب الصراع مع العدو.

- تشكيل انتخابات المجلس الوطني بداية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وتجديد مؤسساتها على قاعدة الشراكة، لتضم جميع فصائل شعبنا كممثل لكل الشعب الفلسطيني، لإدارة الصراع وفق اطار وطني جامع.

- صياغة استراتيجية نضال شاملة وموحدة ومتكاملة لتحقيق غايات شعبنا بالتحرير والعودة، مستندة على مبدأ المقاومة بكافة أشكالها.

وحدد هنية أن الأولوية في هذه المرحلة هو لممارسة المقاومة الشعبية مع التأكيد على مركزية المقاومة العسكرية، بحيث توزع فيها المهمات، وتراعى فيها القدرات وتخصصها وانتشارها في الساحات المختلفة، لتصب كنهر متناغم في جهد التحرير .

في النهاية يمكن وصف الخطاب بأنه خطاب واع شامل وعميق ابداع في رسم ملامح المرحلة الحالية والقادمة، وتعبير عملي عن حجم الجدية والعقلانية التي يتسم بها مسار حماس السياسي لتحقيق أهداف شعبنا.

كما يشكل المقال فرصة لإرسال رسائل طمأنة لكافة القوى في الاقليم لتصفير المشاكل، بهدف ضمان تسهيل تشكيل عمق استراتيجي لقضيتنا ولشعبنا.

اخبار ذات صلة