في غرفة من غرفِ منزله كان قد خصصها للرسم، يقضي الفنان الفلسطيني محمد جحلش ساعات من يومه في رسم المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة.
وكما في كل مكان للرسم، تجد جميع أدوات الرسم المتعارف عليها داخل غرفة الفنان جحلش، إلا أن "علب السردين" المتناثرة داخل الغرفة تشد انتباهك فهي لم يسبق أن ارتبطت في أعمال الرسم، إذ أن جحلش جعلها كذلك.
الفنان جحلش من غزة، اختار الرسم على "علب السردين" كونها تشبه الواقع الذي يعيشه سكان القطاع بفعل الحصار الاسرائيلي المفروض منذ نحو 14 عامًا.
والكثير من السكان في غزة يشبهون الواقع الذي يعيشونه بـ"علب السردين"، إذ أن البيوت المتلاصقة والمزدحمة بالسكان والحصار تجعل هذا التشبيه يتناسب تمامًا مع واقع الغزيين، كما أن "علب السردين" من المواد الغذائية التي يتناولها سكان غزة بشكل مستمر، إذ أنها تصلهم عبر المساعدات منذ نكبة 1948.
يقول الفنان جحلش لـ"شمس نيوز" إنه اتجه لهذه الفكرة لينقل معاناة أهلي غزة، وإيصال رسائلهم إلى العالم بطريقة فنية، قد يلتفت لها من يخفف من حدة الحصار المفروض على القطاع.
وأضاف "في قطاع غزة بأبسط الأحول لو أدرت السفر للعلاج فأنت بحاجة إلى تحويلة ربما لا تستطيع الحصول عليها بسبب إجراءات الاحتلال".
ويشير إلى أنه يعمل على الرسم بحولي 200 علبة سردين، خصص كل واحدة منها لتسليط الضوء على مشكلة وقضية تواجه العائلات الفلسطينية، كالجوانب التعليمية والصحية والثقافية وغيرها الكثير، كما أنه يسعى لعرض أعماله الفنية في معرض خاص خلال الأيام القادمة.
وبالعودة إلى موهبة الرسم يقول جحلش وهو مدرس تربية فنية: " من صغري وأنا أهوى الرسم، وعملت على صقل هذه الموهبة من خلال دراستي في كلية التربية الفنية بجامعة الأقصى".
وعن الصعوبات التي تواجههم الفنانين، قال: "بالإضافة إلى ضعف الاقبال على اللوحات الفنية والرسومات من قبل المواطنين، نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، نجد صعوبة في توليد الأفكار لرسمها وتطويع هذه الأفكار لتنقل صورة الواقع".
عدسة/ حسن الجدي