قائمة الموقع

خبر أنت مطلوب لإسرائيل. للخلف دُر!!

2015-01-19T08:15:56+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

لم يكن المواطن أبو أحمد خالد (27 عاماً) يعلم أن الأمور ستصل به إلى ما هو عليه الآن من تشريد وتنقل بين شقق الإيجار، بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزله الكائن شمال قطاع غزة، خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2012، كون شقيقه ينتمي لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، ومطلوبا لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

أبو أحمد عانى ويلات الحروب الثلاثة على القطاع، فقد استشهد شقيق له في عدوان 2008، وفي 2012 الثانية هُدم منزله، وتم قصف منزله المستأجر في 2014، ليقول في حديثه لـ"شمس نيوز": بعد قصف منزلنا في الحرب الثانية استأجرنا بيتاً للعائلة بإحدى المباني السكنية، وتم قصفها".

وأضاف: بعد قصف بيتنا منذ عام 2012 ونحن نعاني من رفض أصحاب البيوت المستأجرة إسكاننا، وعندما عثرنا على بيت يؤوينا من أشعة الشمس وبرد الشتاء، تم قصفه بالكامل".

وتابع أبو أحمد: مللنا من التشرد والتنقل، فأحدهم يطلب منا مبلغاً كبيراً للإيجار، والآخر يقوم بطردنا من المنزل خوفاً من قصفه كما حدث معنا في السابق"، لافتاً إلى أنه وعائلته يسكنون في منزل صغير جداً وبالإيجار من أحد أقاربه، بعد أن ملوا وعانوا من طردهم في البيوت السابقة.

قام بطردي

حكاية الشاب أبو علي (اسم مستعار) أحد رجال المقاومة، وجه آخر من المعاناة بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمنزله خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، ليبين أن رجال المقاومة في غزة ورغم ما يقومون به من واجب، إلا أن بعض الناس لا يقدّرون هذا الواجب الذي يقومون به.

وقال أبو علي لـ"شمس نيوز": تم قصف منزلي وقمت باستئجار منزل وحينما علم مالك البيت بأنه تم استهداف بيتي في الحرب، فوراً قام بطردي"، منوهاً إلى أن سكان البرج الذي أُستأجر به هم من قاموا بالضغط على مالك البيت لطرده.

وأضاف: عندما كنت أخرج من البيت كانت نساء البرج يقدمون لزوجتي، ويطلبون منها الرحيل عن هذا البرج وهذا المنزل، ويقولون لها "احكي لزوجك إنه مطلوب ويتقي ربه فينا"، معرباً عن استيائه وتذمره الشديدين لما يفكر به هؤلاء المواطنون.

وأوضح أبو علي أن رجال المقاومة لا بد من التفاخر بهم لأنهم كانوا الصدر الحامي لأهالي قطاع غزة، وهم من رفعوا رؤوسهم في كل المعارك التي قامت مع الاحتلال الإسرائيلي، مستدركاً : لكن للأسف هناك أناس لا يفكرون بهذا المنطق، وجل همهم أن يعيشوا فقط دون النظر إلى معاناة إخوانهم".

وشهد قطاع غزة ثلاثة حروب متتالية، الأولى كانت عام 2008 تحت مسمى "الرصاص المصبوب" لمدة 23 يوماً، والثانية عام 2013 باسم " عامود السحاب" لم تتعد الثمانية أيام، والأخيرة كانت 51 يوماً في عام 2014 بمسمى "الجرف الصامد".

وفي هذه الحروب تم هدم آلاف المنازل لمواطنين ومقاومين، واستشهاد وإصابة الآلاف من أهالي قطاع غزة. ومنذ الحرب الأخيرة وحتى الآن لم يتم إعمار البيوت التي هدمت، بسبب تنصل الدول المانحة من جهة، والمناكفات السياسية بين حماس وفتح من جهة أخرى.

أطالبه بالرحيل

أما أبو أيمن، صاحب أحد الشقق السكنية المستأجرة فبيّن أنه يقوم بتأجير المنازل لأي مواطن، مستدركاً بالقول: ولكن في حال تبين أنه من أصحاب البيوت المستهدفة وأحد الرجال المطلوبين لإسرائيل، أطلب منه الرحيل".

وأضاف في حديثه لـ"شمس نيوز": من الخطأ أن يسكن رجل من هؤلاء في عمارة مليئة بالسكان، فهو رجل مستهدف وبأي وقت من الممكن قصفه".

وبيّن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يفرق بين أحد في حال استهدافه لأحد المقاومين " فالطائرة تقوم بقصف حي كامل من أجل رجل واحد، لذلك من الخطأ الكبير أن يكون أحد المسؤوليين والمطلوبين يعيش بيننا".

ولفت أبو خالد إلى أن السكان المتواجدين في العمارة أيضاً يرفضون هذا الأمر، ومنهم من ينهي الإيجار في حال علم أن أحد الشقق يسكنها مقاوم، مطالباً بإيجاد حل لهذا الأمر.

حالة إنسانية

وكيل مساعد بوزارة الأشغال العامة والإسكان، م. ناجي سرحان، بدوره بيّن أن رجال المقاومة الذين تم قصف بيوتهم، يتم التعامل معهم كحالة إنسانية، دون التفريق بين مواطن وآخر.

وأشار سرحان في حديثه لـ"شمس نيوز"إلى أن "هذا المقاوم هو إنسان فلسطيني ويتم تقديم المساعدة له، فمنهم من وزّع عليه الكرفانات، ومنهم من أخذ بدل الإيجار، وهو حق له"، لافتاً إلى أن المساعدات المالية والعينية تصل لجميع المتضررين سواء كلياً أو جزئياً.

وأوضح أن طرد هؤلاء من البيوت المستأجرة يعود إلى مالك البيت نفسه، ولا دخل لوزارة الإسكان أو أي جهة أخرى في هذا الأمر، مستدركاً في حديثه: لكن على أصحاب هذه البيوت أن يتقوا الله في هؤلاء".

وأكد م. سرحان أن توزيع المساعدات يتم بالتساوي على جميع المواطنين، ويكون من حق رجال المقاومة إذا ما تم استهداف منزل أحدهم إيجاد منزل بديل عنه، سواء من خلال الكرفانات أو المنازل المستأجرة، حسب قوله.

احتضان المقاومة

من جهته، أكد الداعية عماد حمتو على ضرورة احتضان الشعب للمقاومة، قائلاً: علينا جميعاً أن نحفظ هذه المقاومة ونعينها في رسالتها.

وأضاف حمتو لـ"شمس نيوز": الإشكالية تقع في أن الناس كانوا ينتظرون من الأحزاب والتنظيمات مقابلا لهذا الأثر، كون الناس في ثلاث حروب خاضتها التنظيمات لم تر الأثر المناسب منهم، حيث كانوا ينتظرون التعويضات للبيوت التي تهدم وهذا لم يتم".

وأشار إلى أن هناك فراغا ما بين ثقة المواطن في هذه التنظيمات، لأنه شاهد الدمار الذي تعرض له ولم يعوض حتى الآن، موضحاً أن الشعور بالسلبية من المواطن تجاه المقاومة ممكن أن يزداد في حالة تأخر الإعمار وإمكانية مساعدة المواطن، حسب تعبيره.

وقال حمتو: مثلما نعزز ثقافة الاحتضان لدى الشعب لهذه المقاومة، على المقاومة أن تمد جسور الثقة من أجل أن يلقى المواطن البسيط صورة حقيقية من التضامن الحقيقي".

اخبار ذات صلة