نظَّم الاتحاد الإسلامي في النقابات، الإطار النقابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم السبت، احتفالًا تكريميًا، لدفعة من خريجي برنامج إعداد الكادر النقابي، في دورته الأولى 2019-2020.
وقال مسؤول دائرة المنظمات الشعبية في ساحة غزة نضال بدر في كلمته خلال حفل التكريم، "إن الدائرة عمدت من خلال الاتحاد الإسلامي منذ تأسيسه على التركيز لإيجاد كادر نقابي فعال ومميز".
وأضاف بدر، "أن الاتحاد لم يألو جهدًا في عمله ونشاطه الدؤوب والذي من إبداعاته في هذا المقام تخريج ثلة من الكادر النقابي المميز"، مشيرًا إلى، "أن هناك مهارات لا يجيدها الكادر إلا من خلال التدريب، ومن خلال المراكمة على المعلومات والاستمرار في عملية التدريب والإعداد".
ودعا بدر إلى ضرورة أن يكمل المتدربين المحتفى بهم طريقهم الذي تنتظرهم في خدمة أبناء شعبنا، مشددًا على أهمية العمل من اجل النهوض بالواقع النقابي ليصبح مميزًا ويحمل على كاهله المسؤولية والأمانة.
النقابي يحمل رسالة مهمة
من جهته، أكد مسؤول الاتحاد الإسلامي في النقابات الدكتور محمد مشتهى أن ما يميز هذه الدفعة أنها الأولى من نوعها لإعداد كادر نقابي، تضافرت خلالها الجهود للوصول لهذا الجهد الكبير من خلال التنسيق والتخطيط والإعداد.
وقال مشتهى في كلمته، إن "برنامج إعداد الكادر النقابي يحمل رسالة مهمة إذا تحققت فيكون النقابيون قد وصلوا إلى السكة الصحيحة من خلال القناعة بما يقومون به، بالدفاع عن قضايا المظلومين وتبني قضايا المهنيين".
ووجه مشتهى رسالة للكادر النقابي قائلًا "عندما تستشعر بعملك مرضاة الله فلن يضيرك ما يحدث بعدها ، وإن إقدامك بعمل فيه مرضاة الله ومهما كان هذا العمل صعبا مطلوب منك أن تكون مستعدا دوما لدفع ثمنه، وعلى استعداد لأن تدفعه من حسابك وليس من حساب الآخرين".
وتابع "المهم أن يتمسك النقابي بقناعاته، ويعمل وفقها، مهما كانت النتائج التي تعود عليه، دون النظر من أحد الوقوف إلى جانبه، وألا ينظر للخلف لما له من دور مهم في الحفاظ على التوازن وعدم الابتئاس"، مشيرًا إلى أن أكبر قوة وعزاء للإنسان هي قناعته بما يفعل.
ولفت إلى أن الإنسان عليه القيام بقناعاته من اجل العمل لا من أجل مكاسب خاصة، وعليه أن يعمل ليكسب نفسه وعقله ويقينه ويقف برجولة وشجاعة.
وأكد د. مشتهى أن أهم عوامل التماسك الذاتي هو الإحساس بأن ما يقوم به المرء صحيح ويعبر عن قناعاته، بغض النظر أعجب الآخرين أو لم يعجبهم، كون ما يقوم به النقابي هو عمل نبيل وشريف وشجاع.
وتابع مسؤول الاتحاد الإسلامي في النقابات "بما أن النقابي يعتبر نفسه مناضلا ضد "إسرائيل"، أذكره بأن النضال لي نزهة أو لعبة"، مشيرًا إلى أنه ممكن أن يتأذى بشتى أنواع الأذى.
وأضاف "الكادر الذي يواجه هكذا مواجهات لا يمكن أن ينحي وغير مسموح له بالانحناء"، مشددًا على أن الكادر النقابي غير مطلوب منه بيع المواقف في حال أخطأ أحدهم بحقه وهذا غير مسموح لأي إنسان مفسد وفاسد وظالم.
برنامج زاخر بكنوز العلم
وفي كلمة الخريجين أكد الخريج خالد خطاب أن هذا البرنامج شهد العديد من الموضوعات الزاخرة بكنوز العلم، وكان فرصة عظيمة لنهل المعرفة والعلم وصقل الخبرات، وفرصة سانحة في تحصيل المعارف في بداية الطريق للتغيير.
وتابع "اليوم نرد الجميل للوطن، الذي أعطى وما زال دون طلب مقابل، لنؤكد أننا جيل التحرير والنصر القادم".
وتوجه خطاب بالشكر للاتحاد الإسلامي على الرعاية والعناية والتوجيه وعلى حسن الاختيار، كما توجه بالشكر لزملائه المشاركين في البرنامج لالتزامهم وحرصهم على إكمال كافة المساقات والورشات المطروحة.
تحدينا الصعوبات
من ناحيته أشار مدير برنامج الكادر النقابي المهندس أنس شعبان أن فكرة البدء بهذا البرنامج كانت صعبة جدًا في البداية، وكانت شاقة، كونها مشابهة للعمل الجامعي، يتلقى خلالها المتدربون العديد من المحاضرات في موضوعات مختلفة، عقائدية ودينية ووطنية وسياسية وأمنية، بشكل منظم.
وأوضح أن الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه مختلف القطاعات في شعبنا كان صعبًا للغاية، وازداد صعوبةً أمام الاتحاد الإسلامي بحكم العمل السياسي له، متابعًا "تنظيم الكادر النقابي، والحصول على الكادر التدريبي، كان تحدي قبلنها، لخوض هذا البرنامج".
وأشار إلى أن اختيار المتنافسين لهذه البرنامج من محافظات غزة، والوسطى والشمال، رشحت الأسماء من خلال جميع منتديات الاتحاد، في هذه المحافظات، شكلت لهم لجنة تقييم حصلت على 54 كادر على موافقة اللجنة للمشاركة في البرنامج.
النقابيون ودورهم الطليعي
بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور محمد شلَّح "إنَّ العمل النقابي يجب أن يكون عملاً بطولياً، وأنْ يكون خالصاً، ويمثل الحق والعدالة".
ونبه د. شلَّح النقابيين المتدربين إلى أهمية التنبه وقراءة المشهد السياسي عن كثب، لاسيما في ظل مسلسل الانتخابات، وما يجري على الصعيد السياسي.
ودعا شلَّح النقابيين إلى التمسك بالمبادئ التي تأسست عليها حركة الجهاد الإسلامي، والتي أساسها أنها حركة إسلامية فلسطينية "لا تعرف الحياد في حضرة الحق والعدل والوطن"، واصفاً العمل النقابي بالعمل الفدائي والمقاوم.
وثمنَ الدكتور شلح جهود إدارة الإتحاد الإسلامي في تنمية قدرات المتدربين والمتدربات من الناحية النقابية والحقوقية والمطلبية، مشيراً إلى انَّ ذلك ينسجم مع دور حركة الجهاد الطليعي، داعياً المشاركين للتمسك برؤية حركة الجهاد الإسلامي في القضايا الوطنية كافة.