بعدما سمحت الجهات المختصة بعودة الأنشطة الرياضية في قطاع غزة، والتي تم منعها لأشهر بسبب جائحة "كورونا"، عاد لاعبو كرة القدم البتر إلى الملاعب بهمة ونشاط وطموحات جديدة.
ولأن الإصرار وتجاوز الصعاب من طبع هؤلاء اللاعبون، فقد عادوا على الملاعب للتنافس في دوري رياضي ترعاه منظمة الصليب الأحمر الدولي، و جمعية فلسطين لكرة القدم البتر.
رئيس جمعية فلسطين للبتر فؤاد أبو غليون، يقول إن هذا الدوري يحمل عدة رسائل على المستويين المحلي والدولي، إذ يهدف لإيصال صوت المشاركين للمجتمع المحلي بأن البتر ليس إعاقة وأن بإمكان المبتورين القيام بالعديد من المهام والنشاطات المختلفة.
وأضاف أبو غليون في حديث لـ "شمس نيوز": أن هناك رسالة من المبتورين للاحتلال تكمن في أنهم لن تثنيهم عمليات القصف أو البتر والاستهداف عن تحقيق آمالهم، وأن شعبنا يحب الحياة وسيصمد في الرياضة والسياسة والنضال".
أما على المستوى الدولي فالرسالة وفق أبو غليون في أن الشباب مبتوري الأقدام يحبون الحياة ويعملون كل ما بوسعهم ليلبوا مواهبهم ومهاراتهم، رغم محاولات الاحتلال منعهم من ذلك بالحصار والمنع من السفر والمشاركة في البطولات الدولية.
يروي اللاعب محمد أبو بيض والذي أصيب ببتر في قدمه جراء قصف منزله إبان العدوان على قطاع غزة عام 2014 قصته فيقول، إنه كان يمارس كرة القدم في أكثر من نادي على مستوى القطاع، قبل أن يُصاب ويبتر قدمه.
ويضيف أبو بيض "بعد إصابتي بالبتر أصريت على الاستمرار باللعب بدعم من الأصدقاء والأهل الذين شجعوني على ذلك"، مشيرًا إلى أنه سافر لعدة دول لتلقي العلاج.
ويكمل أبو بيض والذي يحترف لعب كرة القدم من خلال "العكاكيز" : خلال العام الماضي جرت عدة محاولات للسفر والمشاركة في البطولات الدولية المختلفة، إلا أن الإغلاق المتواصل للمعابر بالإضافة إلى الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 14 عامًا حرمني من ذلك.
لعب كرة القدم على "العكاكيز" لم يكن الشيء اليسير كما يوضح اللاعب أحمد أبو نار، الذي بترت قدمه جراء اعتداءات الاحتلال على المشاركين في مسيرات العودة شرق قطاع غزة عام 2018، مستدركًا قوله " لكن اللعب يساعدني نفسياً وجسدياً ويجعلني سعيداً".
حال أبو نار لم يكن مختلفًا عن الشاب محمد أبو سمرة الذي أصيب خلال العام 2019 في مشاركته بذات المسيرات، إلا أن اهتمامه بكرة القدم ازداد بعد الإصابة، لشغفه للتحدي، وليثبت للعالم وللاحتلال أنه لا مجال للاستسلام مهما كانت الصعاب، وفق ما قال لـ"شمس نيوز".
