التنظيم عبارة عن منهج بالتفكير، واطلاق المواقف لا تعني كلام يُقال فقط، السياسة عِلم، يعني مناهج وطُرق وتنظير ونظريات، وليس المطلوب هو تسميع تلك العلوم، بل فلسفتها وتنظيرها على الأرض، وإن حفظ النظريات والأحداث السياسية وحتى الحصول على درجة الامتياز فيها لا يعني بالضرورة الوصول الى الفهم في السياسية، بل مطلوب من تلك العلوم السياسية أن تخرج من العقل البشري ومن دائرة النظري الى الميدان العملي بترجمتها لأداء سياسي على الأرض، وتلك هي الفائدة المرجوة من الدراسات والعلوم السياسية.
ايضاً عضو التنظيم مطلوب منه تحديد حدود القداسة في السياسة، فليس كل قول أو فعل سياسي يصدر عن تنظيمه مطلوب اعتباره قول وفعل مكنون لا يُقبل الاقتراب منه، هذا المنهج في التفكير خاطئ، وإن اعتبار أن من سيحكم غزة سيستهدف سلاح المقاومة، هذا الفهم غير دقيق، فليحكم غزة من يشاء، فسلاح المقاومة لا يمكن الوصول له، وهذا بفعل قوة سلاح المقاومة ومشروعيته وليس كرم أخلاق من احد، سلاح المقاومة الموجّه ضد الاحتلال وضد من يتآمر عليه هو وحده السلاح المقدّس، هذه هي السياسة المطلوب البناء عليها، وإن الاعتقاد بأن الحُكم هو من يحمي المقاومة تلك هي معادلة مقلوبة، وإن السير مع هكذا معادلة على اعتبارها ابداع سياسي هو سير في اتجاه معكوس، وهكذا فهم غير صحيح لأن المقاومة هي من تحمي نفسها بنفسها وتأخذ شرعيتها من سلاحها وأدائه على الأرض، وسلاح المقاومة هو الذي يحمي المجتمع بأسره وليس النظام الحاكم فقط.
