صحيحٌ أنَّ إعلان ديوان الموظفين العام تثبيت موظفي العقود الحكومية أدخل البهجة والسرور على قلب كثير من الموظفين، غير أنَّ ذلك الإعلان خيَّب آمال العاملين على بند المكافأة المقطوعة وبطالة الأوقاف في الوزارة، نظراً لاستثنائهم من قرار التثبيت مثلهم مثل أقرانهم في الوزارات الأخرى.
الجدير ذكره أنَّ العاملين على بند (بطالة الأوقاف) والمكافأة المقطوعة في الوزارة منهم من قضى سنواتٍ تزيد عن 12 عاماً دون أنْ يحصل على تثبيت، مع الإشارة إلى انَّ الوزارة تفرض عليهم الأعباء ذاتها التي تفرضها على موظفي الوزارة، وجميعهم من مؤهلين، وعلى مقدرةٍ كبيرةٍ للقيام بالمهام الموكلة إليهم.
وفي كل مرة يسأل موظفو بطالة الأوقاف والمكافأة المقطوعة في وزارة الأوقاف الشؤون الدينية تخبرهم الجهات المعنية بان بأن ملفهم سيخضع لمعالجات خاصة ومختلفة عن ملف عقود وزارة المالية.
ومن المقرر أنْ يبدأ موظفو بطالة الأوقاف والمكافأة المقطوعة في وزارة الأوقاف الشؤون الدينية في سلسلة من الخطوات الهادفة لنيل حقوقهم، ضمن محاولات لفت الأنظار إلى مطالبهم المشروعة والعادلة.
الشيخ محمد رباح (30 عاماً) واحد من موظفي بطالة الأوقاف، اُعتمد على بند بطالة الأوقاف عام 2013، بعد
ان كان يتلقى (المكافأة المقطوعة) منذ عام 2010، وعلى الرغم من طول المدة إلا أنه لم يتم تسكينه في الوظيفة الحكومية.
وعبَّر الشيخ رباح عن امتعاضه الشديد من عدم تثبيت "العاملين على بطالة الأوقاف" أسوة بأقرانهم من الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى، يقول: "منذ 13 عاماً ونحن نعمل في وزارة الأوقاف، ونتلقى وعود وتطمينات منذ ذلك الحين، إلا أن كل تلك الوعود ذهبت ادراج الرياح".
ويشير الشيخ رباح إلى أنَّ ملف بطالة الأوقاف، والمكافأة المقطوعة بحاجة إلى حل جذري، يتمثل باعتمادهم وتثبيتهم اسوة بعقود وزارة المالية، الذين ثبتوا عبر ديوان الموظفين.
وذكر أنَّه لم يحظ بالتثبيت منذ 13 عاماً على الرغم من أنه يعمل محفظاً وإماماً في أحد أكبر وأقدم مساجد قطاع غزة، لافتاً إلى أنَّ معايير الإمامة، والخطابة، والتحفيظ تتوافر فيه؛ فهو يحفظ كتاب الله عزوجل، وحصل على شهادة السند المتصل بالنبي صلى الله وعليه وسلم (أعلى شهادة في إجازة أحكام القرآن الكريم)، ولديه شهادات جامعية ومهارات عديدة مثل الخطابة، والتحفيظ، إدارة الوقت، والتعامل مع الناس.. الخ.
وتابع: "مطلوب من وزارة الأوقاف ومن وكيل الوزارة شخصياً، والإخوة في ديوان الموظفين، أن يعملوا على إنصافنا، واعطاءنا حقوقنا، لاسيما أننا أثبتنا وجودنا في جميع المراحل".
ويخشى الشيخ رباح أن يتعرضوا العاملين على بند المكافأة المقطوعة وبطالة الأوقاف للتهميش؛ حال أفضت الانتخابات الفلسطينية المقبلة إلى نتائج قد تغير المشهد السياسي، آملاً من وزارة الأوقاف ووكيل الوزارة الوقوف الدكتور عبدالهادي الأغا الوقوف عند مسؤولياتهم، ومعالجة الملف بطريقة تحفظ حقوق من لهم سنواتٍ عديدة على بند المقطوعة، وبند العقود الدائمة.
هل يعقل أن يصبح الإمام متسولاً؟!
حال الشيخ محمد عادل (41 عاماً) لا يختلف كثيراً عن حال سابقه، إذ يقول: "اعمل في وزارة الأوقاف بند المكافأة المقطوعة منذ أعوام عديدة، وللأسف لم يتم تثبيتي حتى اللحظة، وقد استبشرنا خيرا ببعض الوعودات، لكن للأسف تلك الوعودات كانت دون رصيد".
وأضاف: "أعمل إمام مسجد منذ سنوات على بند المقطوعة، ولم نقصر يوماً تجاه المهام الموكلة إلينا، من باب الالتزام الديني والتجارة مع الله عزوجل، لكن يفترض على وزارة الأوقاف وديوان الموظفين ان يقفوا عند مسؤولياتهم تجاهنا، لاسيما أننا لا يوجد لدينا دخل غير المقطوعة، كما أننا نفتقد للأمان الوظيفي".
وتابع بحرقة، "في كثير من الأحيان أذهب إلى الإمامة أو إلى خطب الجمعة سيراً على الأقدام، بسبب عدم توفر اجرة المواصلات، هل يعقل أن يصبح الإمام متسولاً في المجتمع المسلم، مع العلم أنني حصلت على شهادات عديدة، تتعلق بحفظ وتحفيظ القرآن، ودورات التلاوة المتقدمة والعليا، فلماذا لا يتم اعتمادنا مثلنا مثل بقية الموظفين في الدوائر والوزارات الحكومية الأخرى".
وأشار إلى انهم ذهبوا إلى وكيل الوزارة في غزة الدكتور عبدالهادي الأغا، ووعد بمتابعة ملفهم، ولكن للأسف دون جدوى، متسائلاً: هل سيبقى حالنا على ما هو عليه؟!، لماذا لا يتم تسكيننا في الوظيفة الحكومية مثلنا مثل غير من الموظفين؟!".
مطالب مشروعة وجهود تبذل
من جهته، طالب وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة د. عبد الهادي الأغا بضرورة مساواة من يعلمون على بند بطالة الأوقاف، والمكافأة المقطوعة بأقرانهم الذين عينوا من قبل ديوان الموظفين، مشيراً إلى انَّ مطالبهم "محقة".
وقال: "نطالب الإخوة في ديوان الموظفين بضرورة اعتمادهم وتسكينهم في الوظيفة الحكومية"، مشيراً إلى أنهم طالبوا مؤخراً بضرورة مساواة من هم على بند بطالة الأوقاف في وزارة الأوقاف بالإخوة الموظفين في باقي الوزارات.
وأضاف: "نحن مع مطالب الإخوة ممن هم على بند المكافأة المقطوعة، وبطالة الأوقاف، ونبذل جهوداً لإنصافهم، ونطرق كل باب، ونسلك كل سبيل، من أجل أن تحقيق مطالبهم".
وأشار إلى أنَّ العاملين على بند بطالة الأوقاف والمكافأة المقطوعة من الفئات الهشة اقتصاديا، داعياً الجهات المعنية لتسكينهم والعمل على اعتمادهم.
يشار إلى انَ وزارة الأوقاف والشؤون الدينية استوعبت منذ عام 2006 أكثر من 2400 متطوعٍ في المساجد التابعة للوزارة، وعمدت إلى زيادة حصة التشغيل المؤقت إلى 1045 شخص على بند المكافأة المقطوعة، وإلى 146 شخص على بند البطالة المؤقتة.