بعد أكثر من شهرٍ على إصابته بفيروس كورونا فقدنا الشيخ الثائر الصابر عمر البرغوثي (أبو عاصف) بعمر 67 عاماً.
قبل أن يدخل المستشفى بأسابيع قليلة كانت عائلة البرغوثي تحتفل بتحريره الأخير من السجن، فقد قضى خلف زنازينه ما مجموعه 30 عاماً، أي نصف حياته تقريباً.
الشيخ الثائر ابن كوبر ووالد الشهيد والأسير، نعرفه بصوته الواضح العالي وصدحه بالحقّ في مختلف المسيرات والتظاهرات، اعتقل للمرة الأولى عام 1978 رفقة شقيقه نائل (صاحب أطول فترة اعتقالٍ في سجون الاحتلال) وابن عمّهما فخري، بعد عمليةٍ فدائية قُتل بها مستوطنٌ إسرائيليّ ليفرج عنه بعد 7 سنوات في صفقة تبادل.
ومن حينها أعاد الاحتلال اعتقاله إدارياً عشرات المرات، أمّا الأبناء الذين كبروا ووالدهم في السجن فقد تشرّبوا منه روح النضال، فاستشهد صالح بعد عمليّة "عوفرا" عام 2018، وحكم على عاصم بالسجن المؤبد 4 مرات بعد أن ثأر لأخيه. هدم الاحتلال بيتي صالح وعاصم على وقع تكبيرات أبيهم وأمهم التي اعتقلت أيضاً، إلّا أن العائلة لم تزدد إلا صموداً وقوة.
"أنت أخطر علينا من حملة السلاح لأنّك تحرّك الناس"، هكذا هدد ضابط المخابرات الإسرائيليّ قبل أسابيع الشيخ الذي قارب السبعين وتركت سنين السجن في جسده أمراضاً عديدة، إلّا أنه رغم مرضه وتقدم عمره كان يُخيفهم.
اليوم يرحل هذا الجبل الشامخ، الرجل الذي كان بقوّة الريح العاصفة، ويسلّم المشعل لأجيالٍ قادمة ستخشاها "إسرائيل" أيضاً، فالعاصفة حين تمرّ تخلّف وراءها أثراً لا يُمحى بسهولة.