غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

أيقونة الأحرار

جلال نشوان

كتب: جلال نشوان

المكان يعانق الزمان

تتسلل الشمس خجلا الى عارة

تتناثر الورود حزينة باحثة عن زارعها ،

تتمايل الاغصان محتضنة الهواء

الجميل ،لكن الألم والفراق ارتسم على محياها ،لسان حالها يقول إين كريم؟

كريم يونس أيقونة الصمود والتحدى الذى يدخل عامه الثمانية والثلاثين

ثمانية وثلاثون عاما مرت ولوعة الأسى والفراق ،لم تغادر محياه ،تغيرت السجون وتغيرت الجغرافيا ومازال هذا العملاق صامدا قويا عملاقة يتحدى السجان ،مازال قلبه ينبض بالثورة وبحب فلسطين

لنقترب من هذا الجبل الاشم الذى علم الإنسانية جمعاء ،حب الوطن والانتماء الارض،

حمل فلسطين فى قلبه وعقله حتى وصلت رسالته إلى كل بقاع الأرض

فى العام الف وتسعمائة وستة وخمسين استقبلت الدنيا الصرخة الأولى لكريم ،وكان ميلاده خيرا ،حيث استبشرت امه خيرا ،و منذ اللحظة ارتسمت على جبينه علامات القوة والشجاعة والنبوغ

نما وترعرع بين أزقة مدينة عاره (فلسطين المحتلة) ،وتلقى علومه الأساسية والإعدادية والثانوية فى مدارس قريته

وتمضى الايام ويلتحق بالجامعة ،لكن كل ذلك لم يمنعه الإلتحاق بالحركة الوطنية الفلسطينية؛ ليقارع المحتل الغاصب الذى شرد أبناء شعبه واقتلعه من جذوره ،

حمل كل ذلك فى نفسه الوديعة،وقرر هذا العملاق الدفاع عن أبناء شعبه بكل الوسائل، فلا معنى للحياة وشعبنا يعانى الامرين

مضت الأيام وبسرعة ؛واعتقل هذا الفارس الكبير فى العام الف وتسعمائة وثلاثة وثمانون ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا يسطر اروع صفحات الصمود الاسطورة

جيل بعد جيل من عمالقة النضال من الاسرى ،مروا على كريم ،فكأن ابا روحيا كبيرا وقائدا يثرى بتجربته كل الأجيال حتى أضحى أيقونة الحرية فى هذا العالم

ثمانية وثلاثون عاما والقائد كريم يعانى ظلم السجن والسجون والعالم يشاهد أقسى وأطول تجربة لسجين فلسطينى ومازال يتشدق ليلا ونهارا بحقوق الإنسان،ولم يحرك ساكنا

ان عذابات الاسرى تنوء من حملها الجبال ولكنها غدت مدارس فكرية وتنظيمية وسياسية علمت المعتقلين الأبطال الصبر والتحمل وبناء الإنسان والارتقاء بفكره ليخرج ويساهم مرة أخرى فى التحرير والبناء

ان صمود كريم ورفاقه أضافت الكثير والكثير للحركة الوطنية الفلسطينية ،حيث جسدت تجارب إنسانية من التحدى ،ومنابع فكرية آثرت الفكر الإنسانى واضاءت الطريق لكل الاحرار والشرفاء فى العالم ،

لقد شكل كريم يونس ومعه كل قيادات الحركة الاسيرة(من العمالقة مروان وسعدات ....الخ جدارا حديديا أمام أساليب القمع ووحشية التعذيب حتى تحطمت كل النظريات التى تعلمتها عصابات القمع ،ليشكلوا حالة من التضحية والانتماء والاخلاص الوطن وليوضحوا هشاشة المحتل الذى غدا عاجزا عن فعل اى شيء

وفى الواقع اكتسبت تجربة ابطالنا الاسرى صفة مميزة جعلتها توثق النضج الوطنى فى المجتمع الفلسطينى وكذلك فى العالم كله ،حتى غدا الفلسطبنى نموذجا للتحدى والاصرار ووقود الثورات فى العالم كله

ستنتصر إرادة العملاق كريم يونس وسيتحرر باذن الله وستضيف تجربته النضالية الكبيرة للإنسانية بعدا جديدا تدرسه كل الأجيال

الكاتب الصحفى جلال نشوان ..

 

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".