غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المحرر النجار: الأسرى متمسكون بالمقاومة وواثقون بالنصر والحرية

الاسير المحرر خالد النجار.jpg
شمس نيوز - غزة

"كانت الشمسُ المشرقةُ تُزيِّنُ السماءَ بقرصها الذهبي الساطع وأشجارُ النخيل تتراقصُ مع نسيم الهواء اللطيف، فنظرتُ حولي فلم أجد شِبَاكاً أو أبواباً مُوصدةً، فحمدتُ الله وسجدتُ شُكراً له".

بهذه الكلمات عبَّر الأسير المحرر خالد كامل النجار (28 عاماً) في لقاءٍ صحفيٍّ مع موقع السرايا عن اللحظات الأولى للإفراج عنه ووصوله إلى قطاع غزة بعد اعتقال دام ست سنواتٍ وثمانِ شهور في سجون الاحتلال الصهيوني.

حياة صعبة ومريرة

قال الأسير المحرر خالد النجار:" حياة الأسرى محصورةٌ في ساعاتٍ محددةٍ، وروتينٍ مملٍّ يُورث الفؤاد السَّأمَ والوسن، وهذا الواقع فرضته مصلحة السجون؛ في محاولةٍ منها لكسر إرادة الأسرى والنيل من عزيمتهم".

وأضاف خلال حديثه لموقع السرايا: حياة الأسر، صعبة وقاسية جداً تجتمع فيها أصناف المعاناة والقهر والاضطهاد، لكن الاحتلال لا يُدرك بأن سياساته وأساليبه القذرة هذه لا تزيد الأسرى إلا عزةً وكرامةً وثباتاً وصموداً وأنفاً.

وعن الجدول اليومي للأسرى، أوضح أن البرنامج اليومي يختلف من سجن لآخر، وحتى بين الأسرى في السجن الواحد، تبعاً لطبيعة المُعتقل وسياسات مصلحة السجون الصهيونية، مضيفاً أنه في السجن الذي كنتُ معتقلاً فيه كانت الفورة (الساحة التي يتجمع بها الأسرى) ضيقة، والغرف مُكتظة، والحمامات مشتركة.

وتابع المحرر النجار بالقول:" يبدأ يومُ الأسرى باجتماعهم لآداء صلاة الفجر، ثم يتجهزون للعدد اليومي، ومن ثم تجهيز وجبة الإفطار، حيث إنَّ مجموعةً من الأسرى مكلفون بإعداد الإفطار؛ نظراً لأن الطعام الذي تُقدِّمه مصلحة السجون لا تَقبله النفس البشرية من سوء شكله وراحته".

وأكمل حديثه:" تختلف نشاطات الأسرى ففريقٌ يقوم بممارسة الرياضة، وفريقٌ آخر ينشغل بالدراسة ومطالعة الكتب، ومنهم من يقرأ الجرائد والأخبار، ومنهم من يُشارك بالدورات التعليمية".

وأكد النجار أن علاقة الأسرى ببعضهم طيبة ومتينة يسودها الإخاء والمحبة والتعاون والتوافق، فهم على قلبٍ رجل واحد أمام الإدارة الصهيونية.

وقال: "يتابع الأسرى الأخبار والمستجدات على الساحة الفلسطينية أولاً بأول، فبرغم الأسر والعزل إلا أنهم يتفاعلون مع ما يحدث خارج أسوار السجون، ويُنظمون خطواتهم وفقاً لذلك، ونتيجةً لهذا الأمر قامت مصلحة السجون بفصل الأقسام وعزلها عن بعضها".

قمع وتضييق ممنهج

وبنبرةٍ حزينةٍ يقول النجار:" أصعب فترة يتعرض لها الأسير هي فترة اقتحام السجن وقمع الأسرى، حيث تقوم وحدات القمع (المتسادا) باقتحام السجون وضرب الأسرى بالهراوات والعصا الحديدية وإطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الفلفل الحارة والكلاب البوليسية والتفتيش العاري دون مراعاةٍ لأحوال كبار السن والمرضى بالإضافة إلى تركيب أجهزة التشويش التي تُؤثر على صحة الإنسان وتُسبب الكثير من الأمراض".

وتابع حديثه:" يُسطر الأسرى أسمى معاني الصمود والثبات في وجه العدو الصهيوني، فقرروا التصدي لوحدات القمع ومحاربة عنفها ودمويتها، فاتخذوا قراراً بإحراق كل غرفة تدخلها (وحدة المتسادا) الإجرامية؛ كخطوة تصعيدية واحتجاجية، وبالفعل تم حرق جميع الغرف في قسم "1" في سجن ريمون، وسجن النقب؛ رداً على هذه الانتهاكات".

الداخل مفقود والخارج مولود

يُلخِّص المحرر النجار فترة اعتقاله ب"الداخل مفقود والخارج مولود"، ويقول: "خلال فترة اعتقالي تعلمتُ الكثير من الأشياء، شاركتُ الأسرى أفراحهم وأتراحهم، ونهلتُ من علمهم واستفدتُ من خبراتهم، وكان لهم الأثر الكبير في ثقل شخصيتي وتنمية تفكيري، وزيادة إيماني بقضيتنا المُقدَّسة".

وتابع بالقول:" صرتُ أكثر عزماً على مقارعة ومواجهة هذا الكيان المُحتل المجرم، والثبات على الحق والتمسك بثوابتنا الإسلامية والوطنية، فمهما علا الباطل وتجبر سينتصر الحق ويسمو، وسيندحر الباطل، وسنمضي قُدماً في الدفاع عن أرضنا وعِرضنا حتى تحرير كامل تراب وطننا الحبيب من البحر إلى النهر دون تنازلٍ عن شبرٍ واحدٍ منها".

رسالة الأسرى

وختم الأسير المحرر حديثه:" الأسرى بخير ثابتون صامدون على قلب رجل واحد، وينتظرون موعداً مع الحرية، فهم على يقينٍ وثقةٍ بأن فرج الله قريبٌ، على يد عباده المجاهدين المخلصين الأوفياء، ويقولون للمقاومة سيروا على بركة الله وحافظوا على نهجكم ودربكم الطاهر وجهادكم المُقدَّس، وأثخنوا في رقاب هذا المحتل، موضحاً أن الأسرى متفائلون بصفقةٍ جديدةٍ تُشفى بها صُدورهم، ويُعانقون فجر الحرية ويتنسمون هواءها العليل".

مثابرة واجتهاد

رغم ظروف الاعتقال الصعبة، إلا أن المحرر النجار أصرَّ على إكمال تعليمه، فثابر واجتهد وخاض غمارَ المسيرة التعليمية، فحصل على درجة البكالوريوس في تخصص التاريخ من جامعة الأقصى، ومن ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة لدراسة الخدمة الإجتماعية وأنهى 4 فصول دراسية حتى أُفرِج عنه قبل أيام.

وعلاوةً على ذلك، حرِصَ النجار على المشاركة في الدورات التي ينظمها الأسرى، فحصل على شهاداتٍ في الإدارة العامة والصحافة والإعلام والتنمية البشرية والفقه والحديث الشريف وأحكام التلاوة والتجويد، والدراسات الفلسطينية.

وأفرج عن الأسير "خالد النجار" بتاريخ 24 - 3 - 2021م بعد أن أنهى مدة محكوميته البالغة ستة أعوام وثمانية أشهر داخل سجون الاحتلال, حيث كان في استقباله عند حاجز بيت حانون شمال القطاع, حشد جماهيري كبير ومجاهدي سرايا القدس, الذين حملوه حتى مسقط رأسه ببلدة خزاعة بمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وكانت قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت الأسير المجاهد النجار بتاريخ 25/07/2014م خلال معركة البنيان المرصوص؛ وأصدرت المحكمة الصهيونية حكماً بحقه بالسجن الفعلي لمدة ستة أعوام وثمانية أشهر بتهمة الانتماء والعضوية في صفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي والقيام بنشاطات عسكرية ضد قوات الاحتلال.