مايزال الصراع الإسرائيلي محتدماً بين الأحزاب المختلفة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، وهو ما قسَمَ الأحزاب الإسرائيلية إلى فريقين، الأول يريد استمرار بنيامين نتنياهو مجددا في رئاسة الحكومة، والثاني يسعى جاهدا إلى استبداله.
وبانتهاء الانتخابات الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، دون أغلبية لأي من المعسكرين، فإن الاحتمالات تبدو مفتوحة على سيناريوهات عديدة لتشكيل الحكومة القادمة.
واستلم رئيس الاحتلال رؤوفين ريفلين، الأربعاء الماضي، نتائج انتخابات الكنيست الـ24 من لجنة الانتخابات المركزية، للاطلاع عليها، والبدء بمشاورات نيابية مع ممثلي الكتل لتسمية الشخص الذي سيكلف بتشكيل الحكومة القادمة.
ومن المقرر أن يبدأ ريفلن مشاوراته مع الكتل الانتخابية، لتسمية رئيس الوزراء القادم، يوم الاثنين المقبل، وسيعلن عنها بعد يومين.
هذه المرة يرى المختص بالشأن الإسرائيلي جهاد ملكة أن الجميع سيسعى لعدم التوجه نحو إعادة خامسة للانتخابات، وفي هذه الحال سيوافق الجميع على تشكيل الحكومة وتسميتها وعدم عرقلتها.
ويرى ملكة في حديث مع "شمس نيوز" أن نتنياهو سيستميل معظم الأحزاب، ويغريها لدعمه في تشكيل الحكومة، هروبًا من الوقوع في السجن نتيجة القضايا المختلفة التي تلاحقه، مستدركًا "حظوظ نتنياهو تعتمد على توصية الأحزاب التي ستجتمع مع ريفلن".
واستذكر ملكة جولة الانتخابات السابقة عندما خدع نتنياهو غانتس، ولم يلتزم بالاتفاق معه بتقاسم الحكومة، وتدميره لحزب "أزرق – أبيض" رغم حصوله في تلك الانتخابات على أصوات أعلى من "الليكود".
وعن إمكانية توصية قائمة منصور عباس بنتنياهو رئيسًا للوزراء، قال المختص بالشأن الاسرائيلي، "انشقاق منصور عن القائمة العربية المشتركة، كان نتيجة لإغراءات نتنياهو له، وبالتالي هذا أمرٌ مفرغ منه، وسيكون (بيضة القبان) لحصول الأخير على تشكيل الحكومة".
وأشار إلى أن الشرط الذي وضعه عباس أمام نتنياهو بعدم حصول ايتمار بن جبير من حزب "الصهيونية الدينية" على منصب وزاري، هو فقط للاستهلاك الإعلامي، مضيفًا "ما يعني عباس فقط مصالحه الشخصية، ولا يعنيه مع أي شخص يتحالف نتنياهو سواء مع متشددين أو غيرهم".
ولفت إلى خطاب نتنياهو قبل أسبوع الذي تحدث فيه عن وجود قواسم مشتركة بين المتدينين اليهود والمقربين من منصور عباس.
نتنياهو والخيارات الثلاث
وتشير نتائج الانتخابات إلى أن معسكر نتنياهو حصل على 52 مقعدا، يمكنه رفعها الى 59 حال التوصل الى اتفاق مع حزب "يمينا" اليميني برئاسة نفتالي بينيت.
ويبدو هذا هو المسار الأمثل لنتنياهو، زعيم حزب "الليكود" اليميني، ولكنه يبقى بحاجة الى مقعدين للوصول الى 61 صوتا المطلوبة للحصول على حكومة تنال ثقة الكنيست.
وفي سبيل الحصول على مقعدين، فإن ثمة عدة خيارات يمكن أن يلجأ لها:
أولا، إقناع حزب "أمل جديد" اليميني برئاسة جدعون ساعر الذي لديه 6 مقاعد بالكنيست.
ولكن ساعر، الذي انشق عن "الليكود" بسبب خلافات شخصية عميقة مع نتنياهو، أعلن مباشرة بعد الانتخابات إنه لن ينضم إلى حكومة برئاسة الأخير.
ويبدو هذا الخيار صعبا، ما لم يتراجع ساعر عن مواقفه.
الثاني، إقناع أعضاء من "أمل جديد" بالانضمام إلى حزب "الليكود".
وينتمي أعضاء الكنيست في حزب "أمل جديد" بغالبيتهم أصلا إلى حزب "الليكود" ما يفتح الباب أمام إمكانية محاولة الحزب الأم استقطابهم للعودة اليه.
وفي حال نجح "الليكود" باستقطاب عضوين من "أمل جديد" فإن ذلك يفتح الطريق أمام تشكيل نتنياهو للحكومة.
أما الخيار الثالث أمام نتنياهو للحصول على المقعدين لنيل الثقة، فهو الحصول على دعم القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس، سواء من داخل الحكومة أو الكنيست.
اجتماعات مكوكية
وأمس الجمعة انتهى الاجتماع الذي عقده رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مع رئيس حزب يمينا نفتالي بينيت، على ان تستمر الاتصالات ضمن جهود تشكيل حكومة الاحتلال المقبلة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلي مكان، إن الاجتماع الذي دام لـ3 ساعات في القدس انتهى، وتم التحدث خلاله عن أهمية إقامة حكومة مستقرة قادرة على أداء مهامها في القريب العاجل الى جانب مناقشة الإمكانيات لتحقيق ذلك في ظل المشهد السياسي المعقد.
وأضافت ان نتنياهو مستعد لتلبية العديد من مطالب يمينا باستثناء التناوب على رئاسة الحكومة مقابل موافقة بينيت على الانضمام الى الائتلاف.
في السياق، افادت مصادر اسرائيلية ان رئيس حزب "يش عتيد" يائير لابيد من المتوقع ان يجتمع مع رئيس تحالف "يمينا" مساء يوم السبت وهو الاجتماع الاول بينهما بعد الانتخابات.
وفي وقت سابق اليوم اجتمع لابيد مع رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة ورئيس كتلة الحزب في الكنيست النائب احمد الطيبي. بحسب موقع i24.
وانتهى الاجتماع دون صدور اي التزام من قبل الطيبي او عودة للتوصية على لابيد لدى الرئيس الاسرائيلي لمنحة التفويض لتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة ، ووصف الاجتماع من جانب المشتركة على انه "موضوعي وايجابي" ووفقا للبيان الصادر عن "يش عتيد" فان الثلاثة ناقشوا القضايا الهامة التي تهم المجتمع العربي واتفقوا على الاستمرار بالمباحثات قريبا "بهدف ايجاد الامكانيات لاستبدال حكم وسياسة نتنياهو".