يعرف الجميع أن الأردن كان منذ زمن وما زال محمية بريطانية ثم أمريكية
كما يعلم الجميع أن الأردن دولة وظيفية لحماية ورعاية وتأمين حدود كيان العدو الصهيوني ورعاية مصالح الغرب في المنطقة
كما لا يغيب عن بال أحد أن أمن واستقرار الأردن يشكل أولوية لدى كيان العدو لأن أردن مستقر وآمن يعني كيان عدو مسقر وآمن ومطمئن على أطول حدود تملكها دولة عربية معه.
في ظل هذه المسلمات فأنك ستشعر بالسخرية حقا عندما تسمع عن محاولة انقلاب فاشلة في الأردن التي تحكمه دولة المخابرات العضو في الغرفة الأمنية المشتركة التي تضم في عضويتها الموساد والسي آي إيه فضلا عن أجهزة مخابرات الاقليم كمصر والسعودية والامارات وغيرها.
فما يحدث في الأردن لن يعدوا كونه قرصة أذن أمريكية للملك عبد الله وظفت فيها حالة السخط التي عبر عنها الأمير حمزة غير مرة جراء حالة الفساد الذي يستشري في مختلف مفاصل المملكة والحكومة.
قرصة أذن تستهدف دفع الملك عبد الله للموافقة على دور أردني جديد كقاعدة أمريكية متقدمة في المواجهة مع النفوذ والتمدد الروسي في المنطقة.
فالتحرك العسكري الامريكي لمواجهة التمدد الروسي في سوريا بات متعذرا من الأراضي العراقية نظرا للتواجد والنفوذ الايراني فيه.
كما بات هذا التحرك صعبا من الاراضي التركية نظرا للشخصية القومية المتنامية للجمهورية التركية في الدفاع عن مصالحها وفي نسج علاقات مشتركة مع روسيا تلبي مصالحها.
كما لا يمكن للبنان أن يلعب هذا الدور نظرا للسيطرة شبه المطلقة لحزب الله عليه.
ولم يتبقى سوى الأردن البقعة الجغرافية الأقرب للأراضي السورية.
ففي الوقت الذي تباشر فيه امريكا انشاء قواعد عسكرية ضخمة بمليارات الدولارات في الأردن قرب الحدود السورية، وتقوم بنقل آلتها العسكرية من الخليج والسعودية، لتجنيب خزانها البترولي الاستراتيجي من تبعات أي رد أو مواجهة مع روسيا، يطلب من الأردن تحمل هذه التبعات، الأمر الذي يعتبره الملك عبد الله تهديدا لعرشة ويضعه في مواجهة غضبة الشعب الأردني.
فضلا عن دفع الملك عبد الله لتقديم مزيد من التنازلات باتجاه الصمت على السيطرة الصهيونية الزاحفة بهدوء صاخب على الحرم القدسي، بعدما أتم العدو السيطرة على حزام الحرم القدسي الشريف.