تفاجأ المعلم صلاح خالد (30 عاماً) أحد موظفي (بند المياومة) في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بقرار إدارة عقده؛ بسبب قرار اغلاق مدارسها والتحول للتعليم الإلكتروني، بعد تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة.
وأوقفت إدارة "أونروا" عقود عمل 250 معلماً ومعلمة للمواد التعليمية المهمة بمدارسها، بعد قرارها إيقاف التعليم الوجاهي والتحول إلى الإلكتروني.
وطالب المعلم خالد إدارة الأونروا بتثبيت عقودهم، بدلاً من إيقافها نتيجة أزمة، هم ليسوا سببًا فيها، لافتًا إلى أن القرار كان مجحفًا بحقهم.
وقال: "صدمنا من ذلك القرار، فكان على إدارة الوكالة تثبيت عقودنا، بدلاً من طردنا بهذه الطريقة، وخاصة أن ديوان الموظفين يعمل حاليًا على تثبيت جميع موظفي العقود".
غير عادل
من جهته، قال الموظف على بند المياومة في إحدى المدارس التابعة "للأونروا"، محمد محمود (32 عامًا)، أنه من غير العدل والمنطق، أن توقف الإدارة عقودنا بعد شهر فقط واحد من تعييننا كعمل يومي".
وأعرب محمود عن صدمتهم بقرار إيقاف عقودهم، خاصة أنهم على أبواب شهر رمضان، مشيرًا إلى أن كل أسرة تحتاج مستلزمات منزلية كثيرة خلال الشهر الفضيل.
وقال: "سنستمر بالمطالبة بحقوقنا والاعتصام على أبواب مقرات الوكالة، إلى حين تراجع إدارة أونروا على قرارها الظالم بحقنا".
خطوة غير مقبولة
بدوره، قال محمود حمدان رئيس قطاع المعلمين في اتحاد الموظفين التابعة لـ (أونروا): "إن إقدام إدارة الوكالة على إيقاف عقود نحو 250 معلماً ومعلمة للمواد التعليمية المهمة بمدارسها خطوة غير مقبولة لا إدارياً ولا تعليمياً ولا نقابياً".
وأضاف حمدان: "نحن كاتحادات معلمين وقطاع معلمين نرفض قرار (أونروا) بإيقاف عقود معلمي المياومة، ونؤكد وقوفنا بجانبهم لوقوع ظلم كبير عليهم باعتبارهم جزءاً كبيراً من عشرات آلاف المعلمين الخريجين الذين هم بانتظار فرص عمل لهم".
وأفاد بأن الاتحاد سيقاوم بقوة قرار إدارة (أونروا) بحق معلمي المياومة من خلال الفعاليات النقابية وأخرى قانونية، حتى تتراجع الوكالة عن قرارها وعودة الحق لهؤلاء المعلمين.
وأضاف: أن هؤلاء المعلمين الذين سُلب حقهم بعد شهر واحد على تعيينهم كعمل يومي بدأوا في اعتصاماتهم وفعالياتهم الاحتجاجية رفضا لقرار (أونروا) بحقهم".
وشدد على أن "مهمة الوكالة تقديم الخدمات التعليمية والصحية والاغاثية لا أن تتحجج وتتذرع بحجج مالية واهية على اللاجئ والطالب الفلسطيني".
وتابع: "طالبنا خلال اجتماع بالأمس مع إدارة الوكالة، نائبة المفوض العام (أونروا) بالعودة عن قرارها بوقف عقود المياومة ورفضت الاستجابة لمطالبنا".
حراك مطلبي
وفي السياق، دعا المتحدث باسم الشواغر للتخصصات المصنفة (ظلماً) غير أساسية، وفق إدارة "الأونروا" جميع الكادر التعليمي في وكالة الغوث (مثبتين، وعقود، مؤقتة وشواغر، ويومي) للمشاركة في الاعتصام المفتوح الذي بدأ من يوم أمس الأربعاء، أمام مقر بوابة الوكالة الغربية وسط مدينة غزة، مطالبين بالتغريد على جميع منصات التواصل الاجتماعي تحت هاشتاق (#كل-التخصصات-اساسية).
وقال: "إن مشاركتكم معنا هي خط دفاع عن الهوية الاسلامية والفلسطينية التي تحاول ادارة الوكالة طمسها من المنهاج الفلسطيني، والآن تحاول هدم اخر هذه الأسوار الا وهي (المعلم) وذلك عن طريق تصنيف هذه التخصصات (دراسات اجتماعية -تربية دينية -تكنولوجيا -حاسوب -تربية رياضية -تربية فنية) على انها تخصصات غير اساسية، وعلى إثرها تم انهاء عقود أكثر من ٢٥٠ معلمًا ومعلمة بدون اي وجه حق".