غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

عبد القادر الحسيني منارة لا تنطفئ

عبد القادر الحسيني.jpg
بقلم/ د. جميل عليان

قبل 73 عاماً كانت روح القائد الوطني والعربي الإسلامي الكبير عبد القادر الحسيني تصعد الى بارئها، تحتمي به من ظلم وخيانة ذوي القربى ومن هذا الواقع الشيطاني الذي كان مشغولاً بتأسيس دولة الشر في العالم.

غادرنا الشهيد عبد القادر بعدما أعياه التوسل ممن اعتقد أنهم من بني جلدته ودينه من "زعماء العرب" الذين ربّتهم بريطانيا على عينها لهذا اليوم البائس والكئيب، كان يدرك أن ما يحدث في فلسطين هو المؤامرة على كل المنطقة وليس على فلسطين، فقاتل بريطانيا في العراق، وأقام معسكرات للتدريب على الحدود المصرية الليبية للمجاهدين العرب بعيداً عن عيون الأنظمة المتصهينة، وذهب إلى سوريا والأردن لعلّه يجد ضالته المقدسة من السلاح والدعم، ولكن هيهات من زعماء زرعتهم بريطانيا في عواصم الأمة ليكونوا وكلاءها في حماية هذه النبتة الصهيونية. وعندما رفضت الجامعة العربية مساعدته بالسلاح صرخ في وجوههم "إن رجال الجامعة والقيادة العربية يخونون فلسطين" و"نحن أحق بالسلاح المخزّن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين". وعاد إلى القسطل ولم تفتر عزيمته أو لم تثنه قلة الإمكانيات ليستشهد على تراب القدس في المعركة الشهيرة بالقسطل.

لم تتغير البيئة العربية منذ ذلك التاريخ حتى الآن بل ازدادت غوصاً في الوحل والوقاحة. عبد القادر لم يتنازل بالرغم من حجم المؤامرة، ولم تمنعه قلة الإمكان من مواصلة رحلة الجهاد والمقاومة حتى النفس الأخير.

إنّ زعامات فلسطين التي لم تتعظ من هذه التجارب كلها وتركت المقاومة لصالح المشروع الدولي، بل وحارب شعبها في أدوات المقاومة وفي لقمة عيشه، بل ونسّقت مع المحتل، وخلقت بإيعاز من المتآمرين الاقليميين والدوليين المهيات الكثيرة لحرف البوصلة الفلسطينية عن وجهتها الحقيقية والمقدسة، وخلقت لهذا الشعب عناوين كلها تبعده عن مشروع المقاومة ولسان حال سلطته تقول: إنّ مشاكلنا هي فلسطينية داخلية وإسرائيل ليس لها علاقة بذلك!!.

مشاكل ومصطلحات لم يعرفها العالم، ابتدعتها سلطة الشعب الفلسطيني من انقسام، وشرعية، واستعادة غزة، وتقسيم الشعب الفلسطيني، وصولاً إلى شرائح كلّ له احتياجاته الخاصّة مثل 2005، والمستنكفين، وشهداء 2014، والأسرى المقطوعة رواتبهم، وشرائح اجتماعية واقتصادية لا تُعد، كلّ يتضور ألماً وجوعاً من ظلم قياداته.

لقد حدّد الشهداء معالم الطريق وأقاموا علينا الحُجّة الدينية والوطنية والأخلاقية. واجبنا أن نلتحم بسيرتهم، ونواصل طريقهم، ونعتمد على ذاتنا وأدواتنا بعد اتكالنا على الله. عندها سنقترب من النصر والعودة والحلم الفلسطيني المبارك، وننقذ كل العالم من هذا الشر الصهيوني الذي لا يعرف الحدود.

لقد أضاء عبد القادر الحسيني الطريق لنا واضحاً، وحدّد لنا العدو من الصديق، وأكد أن المقاومة هي الطريق الاقصر للوصول إلى الهدف القريب والبعيد، وأن قوة الجبهة الداخلية هي الأساس، فيجب ألا نحرف طاقتنا وأدواتنا بعيداً عن مواجهة العدو كما أكد أن فلسطين هي الممر الإجباري للأمة العربية والإسلامية من أجل النهضة والتحرر والاستقلال الحقيقي والوحدة وأنه من خلال فلسطين فقط ستجد الامة مكاناً مرموقاً بين الأمم.

رحم الله شهيد فلسطين والأمة "عبد القادر الحسيني" وكل شهداء فلسطين، وحتماً ستنجب فلسطين الآلاف من عبد القادر الحسيني، فتاريخها مزيّن بكثير من هذه النماذج منذ العام 1948 حتى الآن.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".