غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ما هي الحلول الرادعة والممكنة بمواجهة سيل تسريب الأراضي والعقارات في القدس

تسريب عقارات.jpg
إبراهيم أبو صفية

كيف نمنع تسريبات جديدة لعقارات وأراضي القدس

استيقظ أهالي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى فجر الخميس على أصوات وأحاديث باللغة العبرية؛ ليتبين، استيلاء مستوطِنون على ثلاث بنايات تضمّ 15 شقة سكنية، وعلى أرضٍ في الحارة الوسطى ببلدة.

وتعتلي هذه البنايات إطلالة على المسجد الأقصى حيث تقع في مرتفع مطل على جنوب المسجد الأقصى، وعلى حارات سلوان، ورفع المستوطنين رايات الاحتلال ونصب كاميرات مراقبة كاشفة أزقة بلدة سلوان.

وكشف مركز معلومات وادي حلوة – القدس، أنّ ما جرى هو تسريب لثلاثة بنايات سكنية وقطعة أرض لجمعية "عطيرت كوهنيم الاستيطانية"، في المقابل أصدرت ثلاث عائلاتٍ مقدسيّة، وهي: "أبو ذياب، أبو صبيح، الرشق"، بيانات تبرّأت فيها من بعض الأشخاص المحسوبين عليها وهم:- مصطفى صالح أبو ذياب، ويوسف عبد القادر أبو صبيح "عكاشة" وعبدالله مروان الرشق، بعد أن ثبت تورّطهم في عمليّة التسريب الخيانيّة.

أكد المشاركون في اجتماع عقدته عائلات وحمائل من بلدة سلوان جنوب القدس المحتلة، الخميس، ضرورة مقاطعة مسربي العقارات للجمعيات الاستيطانية، اجتماعيا وعدم التعامل معهم أو حضور مناسباتهم أو دعوتهم للمناسبات العائلية الوطنية، في مقاطعة كاملة وشاملة لهم ولعائلاتهم.

إلا أن المتابع لقضايا التسريب، يكتشف ارتفاع عمليات من هذا النوع في العقد الأخير، وليس بعيدا ما حدث في تسريب عقار دار جودة، وتسريبات "ثيوفيلوس" وتسريبه أوقافا أرثذوكسية، كما أن البيانات ومواثيق الشرف أصبحت غير رادعة بالحد الكافي لمنع أي تسريب جديد.

وبات السؤال، ما هي الحلول الممكنة في مواجهة سيل تسريبات الأراضي والعقارات في القدس، وما هي الوسائل الممكنة لردع المسربين؟.

هلسة:- يجب أن يصدر قرار من وزارة الأوقاف باعتبار أراضي بلدات القدس أراضي وقفية

قال الكاتب والمحلل السياسي، المختص بشأن القدس، محمد هلسة، إن لا بد من الإشارة إلى أن قضايا الأرجاف ومرضى النفوس ليست جديدة، وأن على امتداد الحضارات يوجد هناك من خان الأمانة وغدر بشعبه، وهذا ليس تبريرا بقدر ما هو تشخيصا للواقع، مؤكدا بأن القدس ليس استثناء، خصوصا في ظل الفراغ وغياب نظام سياسي وطني، وكذلك غياب عمل الفصائل الفلسطينية، تجد هؤلاء المرضى يخونون ويفسدون.

وبين أن هناك حالة من التجاذب يعيشها المقدسي داخل المدينة، وفي ظل حالة الفراغ تجد مرضى النفوس الذين تسول لهم أنفسهم تحت وطأة المغريات التي تقدمها "إسرائيل" بل وينجرفون مع مشاريع الصهيونية في المدينة.

وأشار إلى أن في ظل التهافت العربي والفلسطيني تحديدا على عقد اتفاقيات وتطبيع مع "إسرائيل" أصبح المواطن الفلسطيني وتحديدا مرضى النفوس ينظرون إلى هذه الهرولات على أنها عادية وأصبحوا يريدون أن يكونوا جزءا منها ويتسائلون لماذا نحن لا في ظل هرولة قيادات وخيانة أنظمة، لافتا إلى أن هناك نماذج سابقة باعت وسربت وخانت ولم يحاسبها أحد ولم يردعها أحد، لذلك أصبح يتشجع ويسرب بيته وهو مطمئن من عدم مسألته.

وأكد هلسة على أن المطلوب هو في شقين الأول: على المجتمع مسألة هؤلاء ولا يعني أخذ القانون باليد؛ ولكن يجب أن يشعر المسرب بأنه منبوذ داخل مجتمعه.

وأوضح بأنه للأسف أن الهبات المجتمعية هي ردات فعل ولا تتابع المسربين وقطع العلاقات معهم، وما هي ألا وقت معين، وتعود الأمور لطبيعتها حتى تأتي قضية جديدة.

وبين أن على المجتمع أن لا يلقي اللوم على الجهات الرسمية ونحن كمجتمع مسؤولين عن نبذ هؤلاء والتبرأة منهم وقطع العلاقات بشكل كامل وشامل، حتى يشعر المسرب أنه منبوذ، مشيرا إلى ذلك يحدث عندما يقوم الجميع نشر تفاصيل هؤلاء المسربين وأسمائهم وبلداتهم وصورهم ونشرها في البلدات والمخيمات والمدن، والتحذير من التعامل معهم.

أما الشق الثاني، هو المسألة الرسمية، خصوصا أن هناك نظام سياسي يطالب القدس عاصمة، ويجب أن يكون جزء من سلوكه وخططه حماية بلدات القدس، وأن كما للمواطن منفعة يقدمها النظام السياسي، يستطيع مسألته.

ولفت إلى أن شبكة كبيرة تحصل على منفعة ويأخذون تصاريح للبناء مثلا في بيت عنان وقرى شمال غرب القدس، وجزء من هؤلاء متهمين بتسريبات وفساد، فلماذا لم يتم مساءلتهم.

وقال هلسة، لا بد من النظام السياسي وضع قائمة سوداء بأسماء هؤلاء، ومنع تقديم أي خدمة أو منفعة لهم، بل رفع قضايا واصدار أحكام رادعة وعلنية، حتى وإن كانت أحكام غيابية، لا بد يوم من الأيام يحتاج هذا المسرب لخدمة وحينها ينفذ الحكم.

ودعى هلسة، الجهات الرسمية أن ترفع إلى مجلس الوزراء، وبدوره يعطي أحقية لمجلس الأوقاف باعتبار أرض بلدات القدس أرض وقفية لا يجوز بيع أو شراء حتى وإن كان يمتلكها حتى يحصل على إذن من الأوقاف.

وتابع، إذا تم اتباع هذه الخطوات وتطبيقها بشكل كامل مع متابعة بشكل مستمر، نوقف هذه التسريبات.

بحيص:- العزلة المجتمعية الحقيقية رادعة إذا التزم بها الجميع

من جانبه، قال المختص بشأن القدس، زياد ابحيص، إنه لا يعتقد بأن الرادع الاجتماعي غير مؤثر، مؤكدا على أنه إذا طبق بشكل حقيقي يردع هؤلاء المسربين، وبين أن في عام 2018 وتحديدا بشهر 11 توفى أحد المسربين وحينها لم يدفن في مقابر المسلمين رغم محاولة عائلته الوقوف معه إلا أنه لم يكف ولم يدفن ولم يصلى عليه، حتى أن عائلته استأجرت بعض الشبان لدفنه.

وأكد على أن العزلة المجتمعية تجاه المسربين يجب أن تكون صادقة ومقاطعة شاملة، فإن حدثت تحصل تأثير قوي ورادع، خصوصا أن هذا أضعف الإيمان في ظل عدم وجود مواجهة واشتباك مع الاحتلال.

 

وأضاف أن الخيار الثاني هو تصفية هؤلاء الناس لأنهم عملاء وخونة ويستحقوا القتل والتعليق على الأعمدة، ولكن للأسف هذا الخيار غير متاح لأن كما قلنا في البداية لا يوجد اشتباك وهناك تنسيق أمني يمنع مثل هذه العمليات.

وأردف، أن إذا كانت مطالبة الناس مجدية وأصبح هناك نشر قوائم سوداء بأسماء المسربين وأعوانهم، وحدثت مقاطعة شاملة نحدث تغيير ونمنع تسريب جديد.

وأشار ابحيص إلى أن الاحتلال أصبح يتعمد نشر الصفقة الواحدة التي يكون فيها 4-5 بنايات ومواقع، حتى يضرب فكرة الصمود ويحقق فكرة الانكسار النفسي لعائلات القدس، ويجب علينا ألا نسمح له بأن ينتصر في هذه الحرب الإعلامية.

نجيب:- من أمن العقاب أساء الأدب وخان الانتماء للقدس والعقيدة

بدوره، قال الإعلامي المبعد عن مدينة القدس، عنان نجيب، إن ما جرى ويجري بالقدس من تسريب للعقارات يعكس مقدار الأهمية التي يوليها الاحتلال لتهويد القدس، وهي من أولى أولوياته عكس الجانب الفلسطيني والإسلامي والعربي، حيث أن القدس ما زالت خارج أولويات الجهات الرسمية تلك.

وأشار إلى أنه تم التحذير مسبقا عن دور الإمارات المشبوه في تسريب تلك العقارات وسنبقى نعلي صوتنا بأن اتفاقية التطبيع الإماراتية الصهيونية المسماة "ابراهام" يقصد منها تغييب وأسرلة عروبة وإسلامية القدس.

وحذر نجيب من الأخطار الوشيكة ومن بيوعات تمت وتتم دون اتخاذ أي موقف جدي وعملي للحيلولة دونها ونعلي الصوت مجددا بضرورة ما يلي:

أ - من أمن العقاب أساء وخان الانتماء للقدس وللعقيدة، ولا ذمة له ولا يدفن في مدافن المسلمين ولا يغسل ولا يكفن .

ب- نطالب محافظة القدس ووزارة القدس بكشف أدق الملابسات فيما يتعلق بأسماء المسربين و فضحهم وكشفهم على رؤوس الأشهاد وعدم حجب الحقيقة عن الناس حتى ولو كان المتورطون بها من أصحاب المقامات والمكانة ونذكر الجميع بأننا بالقدس حتى الساعة ننتظر نتائج التحقيق بتسريب عقار آل جودة.

ج - نطالب أصحاب العقارات بالقدس بضرورة إيقاف أملاكهم وقفا ذرياً للحيلولة دون تسريبها من قبل أصحاب النفوس المريضة وخاصة بالبلدة القديمة وبلدة سلوان.

د - منذ سنين ونحن نحذر من خطر آخر يحاول البعض القفز عنه يتعلق بتسريب عقارات الوقف الارثوذكسي والذي كان آخرها جنوب القدس "مار الياس" ونقول للجميع إن هذا البطرك الخائن ثيوفيلوس وعصابته تملك ربع البلدة القديمة بالقدس، ونتحدى أن يقوم أحد بالحصول على معلومة أو خبر حول مصير هذه الأملاك التي يعود الكثير منها للأوقاف الإسلامية، حكرًا للكنيسة الأرثوذكسية، وأقصد هنا بضرورة اتخاذ النظام الأردني والسلطة الوطنية الموقف الصحيح بسحب الشرعية من العصابة اليونانية المحتلة للكنيسة العربية الأرثوذكسية للحفاظ على ما تبقى من أملاكها.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".