غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

السيادة أولى من الانتخابات

محمد مشتهى.jpg
بقلم/ د. محمد مشتهى

أعجبني سؤال موضوعي قرأته في المنتدى الفكري الفلسطيني اليوم وهو: ما هو اليوم التالي لما بعد الانتخابات؟

هنا جوهر القصة كلها يكمن، وهنا ملخص الحكاية، وهنا يكتشف الفلسطيني حقيقة الأمر الذي تاه عقله في تفاصيل القوائم والمرشحين والطعون والدعاية الانتخابية.

العقل الفلسطيني الذي مطلوب منه أن يفكر ليل نهار في تحالفاته وفي الطرق والأدوات التي تغذي مقاومته من أجل التحرير، والذي مطلوب ألا يكون لديه ترف في إضاعة الوقت، فالوقت يعني العمر، والوقت أمانة، والوقت الضائع منك ببساطة هو مكسب لغيرك، لأن القانون الفيزيائي يقول: الطبيعة ترفض الفراغ، والانتخابات هذه برأيي هي مضيعة للوقت وتشتيت للجهد، ويا ليتها مضيعة للوقت والجهد فحسب، نحن للاسف نسير للخلف، نسير بعيون خلف الرأس، انظر لحجم الانقسامات التي خلفتها الانتخابات؟ والمستغرب أنها جاءت لمعالجة انقسام واحد وفق تعبير الكثيرين، لكنها خلَّفت أكثر من انقسام!!، وانظر لحجم التعبئة السلبية التي تُمارس بين تنظيمات مطلوب أن تُعد نفسها لتحرير فلسطين؟! وكم من الأموال التي تُهدر عليها؟! وكأننا نصرف الأموال لكي نمرض!! وكأننا نُهدر طاقاتنا كي نتآكل!! فهل كل ذلك يفيد؟ ثم ما الذي سيترتب على الانتخابات؟

والسؤال الأهم هنا: هل الانتخابات في هذه الحالة معركة وطنية أم حزبية؟ هل هي بالفعل معركة كل الفلسطينيين؟

الإنتخابات عادة تُجرَى لتجديد الشرعية في نظام حكم "ما" على بقعة جغرافية "ما" تكون فيها السيادة كاملة على كافة مواردها سواء بشرية أو مادية، وهذا الحكي ليس ثرثرة أو تنظير، بل هو مرتكز أساسي لأي انتخابات، لذلك نجد بأنه عبر تاريخ كل الدول التي لم تكن لها سيادة على جغرافيتها لم تذهب للانتخابات، حتى أنها لم تخطر ببال تنظيماتها التحررية قبل الانتهاء من فرض سيادتها على الأرض، فالسيادة هنا أولى من الانتخابات، حتى نحن وعلى مستوى المورديْن البشري والمادي نحن محكومون تحت هيمنة الاحتلال، فلا يسلم البشر من الإعتقال ولا الحجر من التدمير، وإن لنا في الأسير منصور الشحاتيت لعبرة، وان لنا في اعتقال المرشحين في الانتخابات لعبرة، وإن لنا في حل التشريعي لعبرة، وإن لنا في الحصار لعبرة، وان لنا في الاستيطان وتهويد القدس لعبرة، وما أكثر العبر، لكن هل نعتبر؟!!

وقناعتي يا صديقي تقول: إن الذي يريد مساندة أي تنظيم مطلوب أن يقف معه بالمقاومة ضد الاحتلال وفي المواجهة في الميدان، والذي يريد أن يُظهر مدى حرصه وحبه الكبير لأي تنظيم مطلوب ألا يخدعه من خلال حثه وتضليله للجري واللهث وراء سراب.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".