غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

غصّة في رمضان.. "مستفيدو الشؤون" جيوب خاوية وموائد خالية!

رجل وطفل
شمس نيوز - علاء الهجين

"بأي حال عدت يا رمضان"، عبارة ترددها الأسر الفقيرة المستفيدة من مستحقات الشؤون الاجتماعية، بعد تأكيد وزارة التنمية عدم قدرتها صرف مستحقاتهم قبل حلول الشهر الفضيل.

وتُعاني الأسر المستفيدة من "شيكات الشؤون" ظروفا مادية غاية في القسوة، وتنتظر صرف مستحقاتها على أحر من الجمر، لاسيما في تلك الأيام الفضيلة، التي تحتاج فيه العائلات لمستلزمات رمضانية كثيرة، لكن تصريحات وزارة التنمية الأخيرة بددت أملهم في صرف الشيكات قبل رمضان.

ويأتي شهر رمضان المبارك في ظل أوضاع اقتصادية صعبة للغاية يعيشها الغزيون، إذ بلغت معدلات الفقر والبطالة نسبٍ قياسية.

ويتقاضى المستفيدون مبلغاً يتراوح من 750 شيكلاً إلى 1800 شيكل، حسب عدد أفراد الأسرة، والظرف الاجتماعي والاقتصادي، بمعدل مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، لكن غالبًا ما تتأخر عملية الصرف بدعوى "الأزمة المالية" التي تُعاني منها الحكومة.

وأعلن وكيل وزارة التنمية الاجتماعية في رام الله داوود الديك، أن وزارته لن تستطيع صرف شيكات الشؤون الاجتماعية قبل حلول شهر رمضان، مشيرًا إلى أنهم يتابعون مع وزارة المالية لتوفير دفعة خلال الشهر المبارك.

المواطن أيمن محمد (46 عامًا) من حي الزيتون وسط مدينة غزة، وهو أحد المستفيدين من "شيكات الشؤون"، يعاني أوضاعًا اقتصادية غاية في السوء، وهو متعطل عن العمل منذ سنة كاملة، إضافة إلى أنه يعيش مع أفراد أسرته في شقة بالإيجار، ومهدد بالطرد منها لعدم الإيفاء بدفع المستحقات لمالك الشقة.

واستهجن المواطن أيمن عدم صرف مستحقات الشؤون قبل حلول رمضان، كون القرار سيحول حياة أسرته إلى جحيم في هذا الشهر الفضيل؛ لأنهم كانوا يعولون على المستحقات لشراء مستلزمات السحور والفطور والاحتياجات الخاصة برمضان.

وقال: "غدًا يحل علينا شهر رمضان، وله احتياجات ولوازم خاصة، ولا نمتلك الأموال لشراء أدنى احتياجاتنا، وكنا نعول على صرف مستحقات الشؤون، وآخر ما كنت أتوقعه ألا تصرف قبل رمضان".

وأضاف: "جميع الأسر تحتاج إلى وجبتين رئيسيتين خلال رمضان، وهما السحور والفطور، فإذا لم تتواجد هاتين الوجبتين، ماذا سأفعل؟ وكيف أبرر لأبنائي".

من جانب آخر، تسللت مشاعر الحزن والاحباط إلى منزل المواطن حسن وجيه من مدينة غزة، نتيجة عدم تحديد موعد صرف مستحقات الشؤون، وخاصة أن الضيف الكريم يحل على المسلمين يوم غد.

وأوضح حسن أن أسرته ستستقبل شهر رمضان بجيوب وثلاجات فارغة، إذ كانت تعول على صرف شيكات الشؤون قبل حلول الشهر الفضيل، من أجل تلبية أدنى احتياجاتهم.

وأشار إلى أنه في العادة يتم استقبال رمضان بعادات وطقوس اجتماعية متعارف عليها، كشراء مستلزمات وجبات السحور والفطور وزينة رمضان من الأسواق، لافتًا إلى أن تأخير صرف شيكات الشؤون أفسد ما كانوا يخططون له، وخاصة أنهم يعيشون أوضاعًا اقتصادية مأساوية.

وقال: "شيكات الشؤون مصدر دخل أسرتي الوحيد، ولا أحد يعمل، كون فرص العمل شحيحة جدًا في ظل الحصار وأزمة كورونا، فبأي حال عدت علينا يا رمضان!".

وتصرف مستحقات الشؤون لنحو 116ألف أسرة في غزة والضفة، منها 81 ألف أسرة في القطاع و35 ألف أسرة في الضفة الغربية.

وتبلغ قيمة الدفعة المخصصة لتلك الأسر حوالي 128 مليون شيكل، منها 94 مليوناً لصالح أسر قطاع غزة.