كتب/ الدكتور يوسف الحساينة
في يوم الأسير الفلسطيني، نقف إجلالاً وإكباراً أمام تضحيات الأسرى البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني، الذين يواجهون من نقطة صفر وعلى مدار الساعة، جبروت الاحتلال وبطشه وإجرامه؛ ليؤكدوا للعالم بأسره، أن شعباً يمتلك هذه الثلة المؤمنة والمصابرة، لا يمكن أن ينكسر أو يتراجع.
في هذا اليوم، وأمام هذا الصمود الأسطوري الممزوج بالتضحية، الذي يجسده الآلاف من أبنائنا وإخواننا وحرائرنا في سجون وباستيلات العدو، يجب علينا جميعاً أن نرتقي إلى حجم هذا الصمود، وحجم تلك التضحية، وأن نعمل سويّاً من أجل حريتهم وكرامتهم، ولتكن وحدتنا في خندق الاشتباك والمقاومة الحقيقية، أولى تلك الخطوات العملية؛ لاستعادة تلك الحرية والكرامة التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من حريتنا وكرامتنا.
إن الأسرى البواسل الذين حملوا أمانة القضية، ونزفوا سنوات عمرهم في سبيلها عبر مسيرة نضالية وكفاحية مشرّفة؛ ليدافعوا عن أرضنا ومقدساتنا وشرف الأمة، سيظلون درّة تاج نضالنا الممتد منذ عقود، وعنوان مروءتنا وكرامتنا.
في يوم الأسير، الذي يترافق هذه الأيام مع تصاعد الهجمة الشرسة على كل ما هو مقدّس في قضيتنا، وفي المقدمة منها قضية الأسرى، نؤكد أن عهدنا الوطني والنضالي معهم (الأسرى) سيظل منقوصاً ما لم نعمل سوياً لاسترداد حقوقهم التي سلبت دون وجه حق في تجاوز لكل القيم والأعراف الوطنية والنضالية.
آن الأوان لرفع الإجراءات الظالمة التي طالت العديد من الأسرى البواسل.
في يوم الأسير نجدد عهدنا ووعدنا مع أسرانا وحرائرنا البواسل خلف القضبان، أن نبقى على العهد ثابتين، وعلى الوصية محافظين، وحتماً إن فجر الحرية آت لا محالة، بعزيمة المقاومين وبإرادة الأحرار الذين أخذوا -ومن خلفهم شعبنا -قراراً لا رجعة فيه بإنجاز صفقة تبادل مشرّفة، تليق بصمود وتضحيات أسرانا وشعبنا.