بقلم/ خالد صادق
أقرت القمة العربية العشرين أواخر آذار/ مارس من العام 2008، والتي انعقدت في العاصمة السورية دمشق، اعتماد السابع عشر من نيسان/ أبريل، يوما وطنيا لتوحيد الجهود والفعاليات لنصرة الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، ودعم حقّهم المشروع بالحرية بكل الوسائل الممكنة. فالسابع عشر من نيسان هو يوم من المفترض ان يحتفي به العرب كل عام تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الصهيونية، وللتذكير بقضيتهم دائما والعمل على إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال الصهيوني بكل الطرق الممكنة، فهل التزم العرب بقرارهم في قمة العشرين، ام بقيت القرارات مجرد حبر على ورق؟ بعد ان خلع الرسميين العرب برقع الحياء ولجأوا للتطبيع مع هذا العدو المجرم واقامة تحالفات معه.
ظواهر كثيرة تحمل اجابات واضحة عن هذا السؤال وكلها ظواهر مرة وصعبة ولا يحتملها الانسان العربي الحر والاصيل الذي ينتمي الى عروبته, ويحمل هم القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني والاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال, والذين يصرخون ليل نهار من شدة القهر ويستغيثون "اين العرب" لكن استغاثتهم تبقى محبوسه بين اربع جدران لا يستمع لهم احد, ولا يصل صوتهم لأبعد من حدود غزة التي سمعت صرخات الاسرى واستجابت لها رغم انها لا تملك أي مقومات للقوة والصمود سوى ارادة الغزيين الذين احتجزت مقاومتهم اربعة جنود صهاينة لتصيب كبرياء الاحتلال في مقتل, وتسفه من تلك المواقف العربية التي لا تتخطى كلماتها في القمم العربية المزعومة حدود الادراج التي تحبس فيها القرارات ولا تجد النور ابدا.
نعم غزة هي التي تأخذ على عاتقها حرية الاسرى, وقد تعرضت ولا زالت تتعرض للحروب والضربات المؤلمة والحصار منذ 15 عاما لكنها لم تتراجع خطوة واحدة الى الوراء ولم تتخل عن الاسرى الابطال او تساوم على حقهم في الحرية والاستقلال, الاحتلال استخدم كل الوسائل الممكنة وغير الممكنة للإفراج عن جنوده لكنه فشل فشلا ذريعا, لم تنجح معه تكنولوجيا التجسس في ان تصل الى أي معلومة عن الجنود الاربعة, ولم تنجح خلاياه التابعة للموساد والشاباك التي تسللت الى قطاع غزة في الوصول لجنوده ودفعوا ثمن غبائهم بمقتل واصابة عدد من المتسللين الصهاينة, وكشف خلايا العملاء وارشيف ضخم من المعلومات لا يقدر بثمن حسب ما قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس على لسان المتحدث باسمها.
في يوم الاسير الفلسطيني الذي اقرته القمة العربية العشرين لا زال الاسرى في سجون الاحتلال الصهيوني يصرخون اين العرب، لقد فتشوا عنهم في نشرات الاخبار في يجدوا سوى " استقبل فخامته .. وودع فخامته .. وزار فخامته.. ولم يسمع أي اسير مجرد خبر عنه"، فتشوا عن انفسهم في البرامج والمسلسلات العربية فلم يجدوا الا برامج "التوك شو والفنانيين والرياضيين .. ورامز مجنون رسمي" لم يجدوا الا ام شارون ومحمد رمضان الذين يعانق اسرائيليين ويتصور معهم، في الوقت الذي لا يرى فيه العرب التغريبة الفلسطينية ولا مسلسل ميلاد فجر ولا بوابة السماء التي انتجها الفلسطينيين من لحمهم الحي وبإمكانياتهم البسيطة لعل احدا يلتفت الى معاناتهم ومعاناة اسراهم في سجون الاحتلال .. لقد اسمعت لو ناديت حيا... ولكن لا حياة لمن تنادي.
الحال الذي وصل اليه الرسميون العرب, وتخليهم عن القضية الفلسطينية والاسرى الفلسطينيين، بل والتآمر على القضية والشعب الفلسطيني تجسد بوضوح في موقف الامارات العربية المتحدة الذي عبرت عنه قبل ايام قليلة عندما ارسلت برقية تهنئة للحكومة الاسرائيلية في ذكرى "استقلال اسرائيل" واحتلال فلسطين, الامر الذي اسعد رئيس الوزراء الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو وجعله يدفع بغلامه أوفير جندلمان ليقدم الشكر على التهنئة الاماراتية لإسرائيل وقال “شكرا على المعايدة الجميلة، اذا وصلت الامور الى هذا الحد, وبات الفجور والطغيان واضحا وضوح الشمس، ووجدت التافه من الناس ينوب عن العامة في الحديث، فاعلم ان قوانين الله عز وجل وشرائعه ستسود بعز عزيز او بذل ذليل، وما ربك بظلام للعبيد.
الى اسرانا الابطال والبواسل في سجون الاحتلال الصهيوني وفي يوم الاسير الفلسطيني لا تنتظروا شيئا من الرسميين العرب، لكننا نبشركم ان فرج الله قريب لا محالة، وان المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام المجاهدة البطلة التي تحتفظ بجنود الاحتلال لديها لن تساوم على إطلاق سراحكم، ولن تتنازل قيد انملة عن شروطها للإفراج عنكم، والشعب الفلسطيني مستعد ان يدفع أي ثمن في سبيل حريتكم فانتظروا انا معكم منتظرون.