صدر حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع -عمّان رواية "عندما تزهر البنادق_دير ياسين " لبديعة النعيمي.
على مدار عقود ونحن نسمع بمذبحة دير ياسين لكن ولأول مرة في تاريخ الرواية العربية التي يدور موضوعها حول الصراع العربي الصهيوني بأسلوب تاريخي تخييلي أجد نفسي أمام دراما تروي أحداثا عاشتها فلسطين منذ عام ١٩٢٠ حتى ليلة المذبحة الشهيرة مذبحة دير ياسين الواقعة بتاريخ 9/4/1948 حيث يسجل السبق لهذه الرواية في تقصي أحداث المذبحة بدقة عن طريق شخوص الرواية التي تمثلت ببطلتها زينب وعائلتها عائلة الحاج أسعد الذي علمها التاريخ قبل أن تتعلمه من الكتب وشتان ما بين التاريخ الشفاهي والمكتوب. حيث تصدرت الرواية افتتاحية إغرائية للمتلقي لشد انتباهه وذلك نظرا لأهمية البداية التي تعتبر من أعقد المكونات المتعلقة بالنص الإبداعي. وقد استطاعت الكاتبة تصوير القرية الهادئة والتي كما وصفتها تغفو على جدائل الشمس والعلاقة الطيبة التي تربط أهلها البسطاء برجالها الذين يتباحثون آخر أخبار الساحة الفلسطينية في ديوانياتهم ونسائها اللواتي لم تكن السياسة قبلا لتشغل لهن بالا لكن مع تسارع الأحداث أصبحت محور أحاديثهن، كيف لا وفلسطين هي الأم التي يرتبط أهلها بها بذلك الحب السري المنيع، إلى أن قطع الحبل واقتلع الأبناء، فليلة التاسع من نيسان كان وقت الاقتلاع فقد كانت دير ياسين ضمن خطة سميت دالت وهي خطة تطهيرية قامت بها العصابات الصهيونية للقرى التي تربط القدس بتل أبيب من خلال ارتكاب المجازر المروعة فكانت مجزرة دير ياسين التي قال أحد قادة الكيان الصهيوني عنها( لولا دير ياسين لما قامت دولة إسرائيل)
جاء الليل باكيا وأخفى تحت ستاره مشاهد القتل في مسرح الجريمة وتوارت الأضواء من المكان، وحدها أزهار اللوز تساقطت وزحفت لاهثة بقلب يخفق نحو جثث أصحابها وغفت بجوارهم.
علما بأن هذه الرواية الثالثة للكاتبة بعد روايتيها "مزاد علني " و "فراشات شرانقها الموت"