قائمة الموقع

شعب حي سينتصر

2021-04-23T17:08:00+03:00
الدكتور جميل عليان.jpg

بقلم/ د. جميل عليان

قدم اهلنا في القدس في معركتهم المتواصلة شهادتهم المقدسة الممهورة بالدم على هوية القدس العربية والإسلامية وان هذه المعركة ستبقى ام المعارك حتى يولي هذا العدو دبره عن كل فلسطين، كما يؤكد اهلنا في يافا وام الفحم في انتفاضتهم المتواصلة ضد كل محاولات الاقتلاع من اي شبر من فلسطين ولن يقبلوا ان يزاحمهم فيها أحد مهما كانت المعادلة الدولية المجرمة.

ان ما قام به المستوطنون أمس من جرائم يؤكد ان الحكومة الصهيونية فشلت في تمرير مخططاتها وبالتالي استنجدت بالمستوطنين، سابقا باقتحامات المسجد الأقصى المتكررة واليوم باقتحام شوارع القدس المباركة وهذه هي فلسفة شارون المجرم عبر تشكيله ما يسمى "شباب التلال"، ولعل هؤلاء المستوطنون هم نخبة ومركز المشروع الصهيوني وأهم من الجيش الصهيوني في معادلة الصراع.

اليوم أكد أهل القدس اصرارهم على حماية مدينتهم ووجودهم وهويتهم، نعم انهم يدركون طبيعة الصراع تماما كما يدركون الواجب التاريخي والوطني الملقى على عاتقهم بإبقاء فتيل الصراع مشتعلا حتى يأتي وعد الله بدخول المسجد.

ان اهلنا المرابطين في بيت المقدس يدركون ان المعركة على القدس هي المعركة على كل المنطقة وليس على فلسطين فقط، كما يدركون ان الشعب الفلسطيني بكل شرائحه عبر الثورات الشعبية هو الضمانة الأقرب للانتصار واستعادة الوطن كاملا

ان اهلنا في القدس وكذلك في ال 48 يعطون القوى السياسية الفلسطينية اشارة واضحة ان ترتيب البيت واعادة الاعتبار لمشروع الجهاد والمقاومة يبدأ من الثورة في القدس ويافا وام الفحم والجليل والنقب وما دون ذلك هو الوهم والمضيعة للجهد والوقت والقضية وفقدان للبوصلة الحقيقي.

الشعوب الثائرة والحرة هي التي تتوحد في ساحة المواجهة فقط وتدرك استحالة التوحد خارج هذه المعادلة وقد أدرك شعبنا من خلال تجربة الثلاثين عاما الأخيرة ان مغادرة هذا المربع الى مربع الوزارات والبرلمانات قد اهلك والحرث والنسل.

المطلوب منا جميعا ان نرهن كل مقدراتنا وجهدنا وقتنا من اجل ام المعارك معركة القدس ومن خلال القدس حتما سنصل لكل حقوقنا وحقوق امتنا كما تتطلب معركة القدس ان يحمل شعبنا بكل اطيافه والوانه السياسية والاجتماعية والاقتصادية راية المعركة لان شعبنا اكبر من كل المسميات التي ملأت سماء فلسطين فشعبنا هو الثابت اما المسميات فمتغيرة وتبقى مهمتها هي التنافس في خدمة هذا الشعب العظيم لا التنافس عليه ولتكن مهمتنا ان نصطف جميعا خلف أهلنا في القدس ليقودوا هم ونحن من خلفهم معركة القدس ام المعارك الوطنية والعروبية والاسلامية.

ولعل الالتفاف الواسع والدعم لأهلنا في القدس الذي اعقاب صلاة الجمعة في كل فلسطين يؤكد على الحقيقة الثابتة ان "شعبنا حي وسينتصر"، لكن يجب أن تتوسع دائرة الدعم بكل الامكانات لتشمل حوضنا العربي والاسلامي لان القدس تمثل خط الدفاع الرئيس عنهم.

أن الشعوب العربية حية ومبصرة وعليها ان تتوحد مع الشعب الفلسطيني وهم قادرون بالرغم من كل الحواجز والمعيقات.

اخبار ذات صلة