بقلم/ د. محمد مشتهى
عذرا قبّاني:
يا مجانين القدس ألف أهلا بالمجانين إن هم حرّرونا...
إنّ عصر العقل السياسي ولّي من زمانٍ فعلِّمونا الجُنونا...
فجنونكم أيها الشباب الثائر في القدس الآن هو المطلوب، الجنون بمعني "عدم الحسابات"، وهنا المقصود بالحسابات المثبِّطة.
عدونا واضح وضوح الشمس وهو يحتل الأرض ويهدم البيت ولا يوجد عنده خيار سياسي سوى اقتلاع ما تبقى منكم ومنا ليحل مكانه مستوطنيه، والافق السياسي مع هذا العدو مسدود، حتى الذين قدّموا تنازلات لم يأخذوا منه شيئ وهو مستمر ببناء المستوطنات فوق الأرض الفلسطينية في الضفة والقدس وفي أي مكان يرغب به... في هذه الحالة وهذا المشهد السياسي نحن بحاجة الى جنونكم والى جنون مقاتلي سرايا القدس والقسام وشهداء الأقصى وأبو علي مصطفى، نحن بحاجة الى بعضٍ من جنون المقاوِم الفلسطيني، وهنا لا يُقصد بالجنون أن من يمارسه يصبح فاقد للأهلية وللعقلانية، بالعكس تماماً فالجنون هنا يعني أن الشباب المقدسي المقاوم وفي هذا الصراع وبهذه الطريقة أصبح لا يراهن الا على نفسه ووعيه ومقاتليه ودماء شهدائه.
أيها الشباب الثائر في القدس:
أنتم قوموا بدوركم ابتغاءً لمرضاة الله أولاً ثم من منطلق واجبكم الديني والاخلاقي والوطني وفي النهاية قطعا الكل الفلسطيني سيتبعونكم، وإن انتظار تعديل موازين القوى ما هي إلا وصفة سحرية للتكاسل والتراخي لابتلاع كل الضفة وهدم المسجد الأقصى، وإن من أسوأ الخيارات في الدنيا تلك التي يمكن للمناضل والثائر أن يأخذها هو الموقف الانتظاري، فيا أخي المناضل الثائر في القدس وفي الضفة وفي غزة لا تنتظر وقاوم ثم قاوم ثم قاوم.