قائمة الموقع

هل تتدحرج الأوضاع في غزة نحو مواجهة عسكرية واسعة؟

2021-04-27T18:20:00+03:00
تصعيد
شمس نيوز - محمد ابو شريعة

صادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في الاحتلال الإسرائيلي (الكابينيت)، مساء أمس، الاثنين، على خطة لتوجيه ضربة جوية شديدة ضد ما يزعم أنها أهدافٍ للمقاومة في غزة في حال تواصل إطلاق القذائف الصاروخية.

 وادعى مسؤولون لدى الاحتلال، بعد اجتماع (الكابينيت) الإسرائيلي، مساء أمس أنه "لا رغبة إسرائيلية في التصعيد، لكننا مستعدون لإمكانية استمرار إطلاق القذائف" معتبرين أن "الكرة في ملعب غزة"، مشيرين إلى "جهود دبلوماسية وضغوطات دولية" لوقف إطلاق النيران من القطاع المحاصر، فإلى أي مدى يمكن أن تتدحرج الاوضاع في قطاع غزة نحو مواجهة واسعة؟

لا مواجهة واسعة

الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو استبعد إقدام الاحتلال الإسرائيلي على سيناريو المواجهة العسكرية الواسعة ضد قطاع غزة، كونه يدرك جيدًا الخسائر التي سيمنى بها في أي معركة مع القطاع.

الكاتب حسن عبدو يستبعد إقدام الاحتلال الإسرائيلي على سيناريو المواجهة العسكرية الواسعة ضد قطاع غزة، كونه يدرك جيدًا الخسائر التي سيمنى بها في أي معركة مع القطاع

وأوضح عبدو في حديث لقناة "الغد" أن التقييم العسكري والسياسي الإسرائيلي وصل إلى قناعة أن القدس هي مركز الصراع، وأنَّ أي توتر في المدينة المقدسة، قد ينعكس على الساحات الأخرى، مشيراً إلى انَّ تلك القناعة جعلته يسحب فتيل التوتر في القدس، وأن يعود للهدوء، لاسيما بعد تحرك جبهة غزة.

وأشار إلى أن غزة أخذت على عاتقها مناصرة مدينة القدس على الصعيد الشعبي والجماهيري، أو على صعيد استعداد الفصائل لمواجهة واسعة مع الاحتلال الإسرائيلي، حال تمادى في عدوانه في القدس.

ولفت عبدو إلى أن المقدسيين حطموا أحلام الإسرائيليين بالسيادة الكاملة، مشيراً إلى أنَّ الاحتلال شعر في أعقاب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقله سفارة بلاده إلى القدس بأنه أطبق سيادته على القدس، غير أن انتفاضة رمضان في القدس جعلته يتراجع عن فكرة امتلاكه السيادة في القدس.

وبيَّن أن "اسرائيل" تتخوف من اندلاع انتفاضة واسعة تمتد للضفة وغزة، وتعم بعض الدول العربية والإسلامية، قائلاً: "العقل الاسرائيلي ما زال يذكر أن الانتفاضة الثانية عام 2000 بدأت من القدس، (..) وتقييم قادة الاحتلال يؤكد أن مجمل الصراع يبدأ من القدس وينتهي بها".

وبشأن إغلاق البحر أمام الصيادين في قطاع غزة، قال المحلل السياسي " العقاب الجماعي سياسة إسرائيلية دائمة، ومنذ بداية الاحتلال كان يفرض عقابًا جماعيًا، كما هو الحال في الحصار المطبق على قطاع غزة".

وشدد على أن قرار منع الصيادين من ممارسة أعمالهم قرار مجحف، ويمس حياة شريحة واسعة من أهالي قطاع غزة، مرجحًا أن يدفع هذا الإغلاق لمزيد من الردود من قطاع غزة، لاسيما أنَّ الفصائل الفلسطينية تعتبر هذا الأمر فيه خرق لتفاهمات التهدئة، ما قد يجر الأوضاع نحو احتمالية التصعيد.

تصعيد

وكتب محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ12 العبرية، نير دفوري، أن الهدوء مع قطاع غزة مخادع، وأن هناك احتمالات لاندلاع تصعيد جديد.

المحلل الإسرائيلي نير دفوري: الهدوء مع قطاع غزة مخادع، وهناك احتمالات لاندلاع تصعيد جديد.

وقال المحلل العسكري نير دفوري، مساء اليوم السبت، إن عدم رد إسرائيل على الصاروخ الذي أطلق بالأمس من قطاع غزة، هو دليل على وجود رد أقوى سيأتي لاحقا.

وبحسب المحلل، أكدت مصادر بالمنظومة الأمنية الإسرائيلية، أن إسرائيل لا تريد الانجرار إلى معادلة حماس الجديدة، وأضافت أن الرد سيكون مختلفا ومؤلما لحماس، وسيأتي لاحقا.

وأضاف المحلل دفوري، أن التأخير في الرد هي طريقة جديدة، ربما تدل على وجود تغيير معين، حيث تجري مؤخرا نقاشات بالجيش والمنظومة الأمنية الإسرائيلية، حول هذه الطريقة.

ووفقا للمحلل، تجري من خلف الكواليس، في هذه المرحلة، مباحثات سرية بين إسرائيل وقطر، من أجل التوصل الى تهدئة طويلة المدى مع غزة، من خلال استغلال الأموال القطرية، على حد زعمه.

ولفت دفوري، إلى أنه مقابل جهود التهدئة، يعمل جيش الاحتلال على تحسين استعداداته لتصعيد موسع بغزة، وأن قيادة الجبهة الجنوبية تعمل بهذه المرحلة على تحديث تعليمات الحرب وتحسين الاستخبارات، وقدرات تفعيل النيران.

وأشار المحلل، إلى أنه في ظل الكورونا فإن التصعيد لن يكون هو الخيار الأول، وأن لإسرائيل كانت هناك عدة فرص لضرب الفصائل بغزة، لكنها حاليا تفضل الوساطة، وأن على قادة الفصائل بغزة أن يعلموا أن الهدوء هذه الليلة كان عبارة عن رسالة، وأن العد التنازلي بدأ لتنفيذ شيء كبير، كما قال.

ومنذ مساء الخميس، تشهد مدينة القدس، مواجهات عنيفة بين فلسطينيين من جهة، والشرطة ومستوطنين إسرائيليين من جهة أخرى، أسفرت عن إصابة أكثر من 100 فلسطيني.

وتأتي اعتداءات المستوطنين، استجابة لدعوات يمينية إسرائيلية انتقامية من الفلسطينيين في القدس، ردا على ما وصفوه بـ"هجمات شنها فلسطينيون ضد إسرائيليين بالمدينة".

وصباح السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن 36 قذيفة صاروخية تم إطلاقها من قطاع غزة الليلة الماضية، تجاه المستوطنات المحاذية.

في المقابل، شنت طائرات حربية إسرائيلية فجر السبت، غارات على مواقع تابعة لحركة "حماس" بقطاع غزة، ردا على "إطلاق قذائف" باتجاه المستوطنات المحاذية له، وفق إعلام عبري.

ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات من الطرفين.

 

اخبار ذات صلة