بقلم/ عماد عفانة
ما الذي قد يعيد بوصلة الصراع مرة اخرى نحو عدو الأمة الأوضح الذي يحتل فلسطين منذ اكثر من 72 عاما سوى انتفاضة في القدس!.
ما الذي عساه أن يقبر قطار التطبيع المتسارع مع ممالك الرمال في الخليج، تماما كما قبرت انتفاضة الأقصى 2000 قطار تطبيع ذلك الزمان الرديء، سوى انتفاضة أبطال القدس الميامين الذين يسجّلون بجسارة بطولات لافتة في مواجهة عدو متغطرس!.
ما الكفيل ببعثرة أحلام العدو بعقد اتفاقات تطبيع وسلام مع مختلف دول العرب على طريق بسط الهيمنة على المنطقة برمتها، سوى انتفاضة مقدسية تعري المنبطحين وتنفض التراب عن شغف الأمة بقبلتها الأولى!.
ما الذي عساه يستعيد هيبة الأقصى والمدينة المقدسة وعتباتها المضمخة بدماء الشهداء، ومحاريبها وهويّتها، سوى انتفاضة تبصق الدم في وجوه كهنة كيانه المزيف!.
ما الكفيل بإقناع قادة العدو وغلاة المغتصبين بالتراجع عن هجمة التهويد والابتلاع للمدينة المقدسة، سوى انتفاضة تضحية وفداء مقدسية تحاكي بطولات شعب لا تنتهي!.
ما الذي عساه ينهي حقبة التنسيق الأمني المقدس، ويمسح عار رئيس لا يخجل من العيش تحت بساطير جلاديه، سوى انتفاضة شاملة متجددة!.
لا يصحح بوصلة الأمة التائهة في خضم صراعات تأكلها من الداخل، سوى انتفاضة تنطلق من بؤرة المدينة القديمة التي يحاول العدو التمدد على حساب محاريبها الرسولية.
لا عزة للأمة دون فلسطين، ولا منعة لفلسطين دون القدس، ولا حرية للقدس دون انتفاضة تمسح عنها عار المفرطين.
أوسلو ومخلفاتها، سواء سلطة أو حكومة أو مجلس تشريعي أو انتخابات لتجديد شرعيتها، لن تنفذ حجرا في أسوار القدس المهددة، ولن توقف الأنفاق التي تحاول نقض اساساتها.
جرت الانتخابات أم لم تجري لن ينقذنا من ضعفنا، ولن يوحد صفنا المنقسم، ولن يسند صمود ساحتنا المتشظية، سوى أبطال القدس، وعباد المسجد الأقصى، والمرابطين الذين نذروا أنفسهم لحمايتها.
أيها المرشحون لقيادة الشعب اصطفوا بثبات في محاريب الثورة، واستحضروا نية الانتفاضة خلف إمام قبة الصخرة، وكبروا لصلاة الشهادة ينصركم الله.