تسعى المقاومة عادة لترسيخ معادلات جديدة مع العدو، وكذلك يفعل العدو، وإن درة تاج المعادلات التي برأيي لو وصلت إليها المقاومة فإنها ستقلب الموازين وستعزز حاضنة المقاومة بشكل تلقائي وفي كل أماكن الاشتباك وبشكل هائل، وهي عدم منح العدو هامش لقتل أو جرح الفلسطيني، وإن أي معادلة يتم الإقدام على انفاذها بكل تأكيد سيكون لها تكلفة سواء على المستوى البشري أو المادى أو حتى المعنوي، وإن أي معادلة من أجل نجاحها بحاجة إلى صبر وكذلك إلى إصرار، لذلك من المهم أن يصل لعقل وذهن العدو الصهيوني أن عقل المقاومة يعتبر أن استشهاد شخص أو استشهاد 100 شخص هو يحمل نفس المعنى في وعيها وادراكها، فكل شهيد له أم وأب وعائلة، قال تعالى: "مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"، لذلك مطلوب أن تكون ردود ورسائل المقاومة للعدو بحجم هذا العنفوان الجماهيري الثوري وهي كذلك، وإن الانطباع الذي يسود بعض الأذهان "أنه في حال قتل العدو عدد كبير من الفلسطينيين أو صادر عدد كبير من الأراضي، أو هدم عدد كبير من المنازل، أو استباح المقدسات بعدد كبير من المستوطنين، فإن فرصة التصعيد معه أو الحرب ستزيد"، هذه اللغة مطلوب التصدي لها فهي لغة خطرة، ومطلوب أن تكون كل قطرة دم غالية وهي كذلك، كل شهيد يرتقي يكون غالي وهو كذلك، كل شبر من الأرض يكون غالي وهو كذلك، كل منزل يكون غالي وهو كذلك، كل تدنيس لأي مقدس يكون مرفوض وهو كذلك.
من المهم أن يعرف العدو الاسرائيلي أن كل جريح وكل شهيد سيقابله رد، لأن كل شهيد بالنسبة لوالده كأنه الناس جميعا، وبالنسبة لأمه كأنه الناس جميعا، لذلك مطلوب أن تكون رسائل المقاومة للعدو واضحة وقوية بأن كل شهيد يسقط سيدفع العدو ثمنه، فالمقاومة عندما تصيب مستوطن صهيوني بالهلع فإن العدو يضرب عشرات الصواريخ على غزة ردا على هلع هذا المستوطن، لذلك مطلوب أن تكون رسائل المقاومة بهذا الشكل بغض النظر ما إذا المقاومة سترد مباشرة أو بعد ساعات أو حتى بعد أسبوع، لكن يجب أن تكون الرسائل دوما قوية حتى لا يعتقد العدو بأن لديه هامش للقتل او الجرح او الهدم أو الاقتحام، مما يشجعه على التمادي، وكذلك من المهم ألا يتسرب هكذا اعتقاد لدى الجماهير المُحبَّة والحاضنة للمقاومة، لأن هكذا اعتقاد مؤذي على المستوى الجمعي ومؤذي على المستوى النفسي، فالعدو لا يزال يقظ ويلتقط الرسائل ويحللها على المستوى الاجتماعي والنفسي، والعدو يطّلع ويقرأ كل ما يصدر من بيانات وتصريحات وسلوك ميداني ثم يحلّله، حتى قلق الناس يقوم بتحليله، لذلك برأيي مطلوب أن تكون رسائل المقاومة مضبوطة بفهم عميق.