أكد عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي ومسؤول دائرتها السياسية د. محمد الهندي أنَّ المقاومة هي الخيار الأمثل في مواجهة سياسة العدو الإسرائيلي، وهي الخيار القادر على كبح جماح العدوان الإسرائيلي المتواصل تجاه الشعب الفلسطيني، لاسيما في القدس المحتلة.
وأوضح الدكتور الهندي في لقاء متلفز على "قناة الميادين" أنَّ المطلوب في هذه المرحلة الحساسة من التاريخ تفعيل أدوات المواجهة، والحشد في الميدان، والمرابطة في ساحات الأقصى، وأن يلتف كل فلسطيني، وعربي، ومسلم، وحر حول القدس التي تتعرض لاعتداءات وجرائم عدة من قبل العدو الإسرائيلي.
صراع مفتوح
وأشاد الدكتور الهندي بالشجاعة التي يظهرها أبناء القدس في مواجهة العدو الإسرائيلي في هبة باب العامود، وحي الشيخ جراح، ومن قبلها في معركة الكاميرات، والبوابات الإلكترونية، مشيراً إلى أنَّ الفلسطينيين باتوا يراكمون نقاط قوة لصالحهم في سياق الصراع مع العدو الإسرائيلي، لافتاً إلى أنَّ اياماً قليلة تفصل الفلسطينيين عن جولة جديدة مرتقبة في تاريخ 28 رمضان، في ظل دعوات المستوطنين لاقتحام الأقصى.
وقال الدكتور الهندي: "ان الصراع مفتوح حول القدس، ومصير المنطقة يتقرر عندما يتقرر مصير القدس، ومن يتخلى عن القدس من العرب والمسلمين، سيتخلى عن مكة والمدينة، ومن يظن ان التخلي عن القدس سيحميه، وسيحمي عرشه، وحكمه فهو واهم".
وشدد الهندي على أنَّ الشعب الفلسطيني يتوحد في خندق المقاومة والمواجهة، بينما يتفرق في دهاليز السياسة، والمفاوضات، واوسلو، والانتخابات، داعياً إلى انتفاضة عارمة لمواجهة العدو الإسرائيلي.
وهم إسرائيلي وبأس فلسطيني
وأضاف: اسرائيل اخرجت ملف القدس ووضعته على الطاولة، من خلال اعتداءاتها وقتل الشباب والاعتداء على النساء"، مستدركاً :"لكن الله قيض للأقصى والقدس والشيخ جراح أهل القدس، وبالفعل قال الشعب الفلسطيني كلمته، فكانت انتفاضة رمضان، وكانت عملية حاجز زعترة البطولية".
ودعا للالتفاف حول القدس في هذه المرحلة الحساسة، قائلاً: "توهم الاحتلال في لحظة معينة من الزمن في ظل انحطاط الأنظمة العربية والمساندة الدولية له أنه يمكنه الإجهاز على القدس".
وأضاف: "إسرائيل توهمت انها يمكن ان تستغل الانهيار في المنطقة، وتواطؤ النظام العالمي، وتوهموا انه بأدواتهم يمكن يزرعوا اليأس في صدور شعبنا، غير أن شعبنا فاجئ الجميع"، مشدداً على ضرورة الالتفاف حول القدس سواء على المستوى العربي والاسلامي.
وتابع: "شعبنا خرج ليقول كلمة الفصل في ساحات الأقصى، وباب العامود، والشيخ جراح، والعالم كله خلفهم، حتى أن أخبار المقدسيين والمرابطين تصدرت عناوين الاخبار في العالم، أولئك المؤمنين الذين تصدوا بإيمانهم لما تسمي نفسها دولة إسرائيل المجرمة (..) إسرائيل مجموعة من القتلة مثل كهانا، وشباب التلال، الذين أحرقوا عائلة دوابشة بالكامل، لذلك السبيل هو في مقاومتهم ومواجهتهم".
يوحدنا الميدان وتفرقنا دهاليز السياسة
ودعا الهندي لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على أساس مقاومة ومواجهة العدو الإسرائيلي، قائلاً: "نريد ان نبني وحدة حقيقة في ميدان المواجهة، وسبق وتوافقنا في اجتماع الأمناء العامين على المقاومة الشعبية، غير أننا نتساءل لماذا تلاحق قوى المقاومة في الضفة من قبل الأجهزة الأمنية، على الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة التي تلاحق المقاومة عليهم ان يخجلوا على أنفسهم، كون ذلك لا يخدم المصلحة الفلسطينية"، داعيا السلطة لوقف التنسيق الأمني، وترك المقاومين وشأنهم.
كما، ودعا إلى إعادة الاعتبار إلى منظمة التحرير، من خلال إعادة الاعتبار إلى ميثاقها الوطني، وإصلاحها وفق أسس ديمقراطية وسياسية.
المقاومة لن تترك القدس
وعن تصريحات قائد كتائب القسام محمد الضيف بشأن تحذيره للاحتلال بالرد على جرائمه في الشيخ جراح، قال الهندي: "تصريحات الأخ القائد محمد الضيف لها أهمية، والاحتلال يأخذها على محمل الجد، وركز عليها في إعلامه، وهي تصريحات مهمة لأن المقاومة لا يمكن ان تترك أهلنا في القدس".
إدارات مخادعة
وعن دعوة الإدارة الأمريكية الفلسطينيين والإسرائيليين للتهدئة، قال الهندي: "كل الإدارات الامريكية السابقة بما فيها باراك أوباما التي كان جو بايدن نائباً له، كلها منحازة لإسرائيل، وجميعها لم تعتبر الاستيطان غير قانوني في الضفة، نحن لا نريد ان نتعلق في الوهم من جديد، وعندما تناشد الإدارة الامريكية للتهدئة فهذه فرصة لإسرائيل لانها هي من تريد التهدئة".
وأضاف: "إسرائيل تمارس كل اشكال القهر والعنصرية وتطلب منا الولايات المتحدة الهدوء (..) القدس ليست ارضاً فقط، وانما تاريخ وحضارة وعقيدة وثقافة، ولا يمكن أن نهدأ أمام سرقتها وتهويدها".
وتابع: "منذ ثورة البراق والقسام وحتى هذه اللحظة وفي كل مواجهة تناشد الولايات المتحدة ومعها كل الدول الغربية العرب والفلسطينيين بالهدوء، غير أننا لم نتحصل على أي حق من وراء الهدوء، لأن المطلوب أن يصمت الضحية، وان لا يطالب بحقه، وان لا يرد العدوان، لذلك المطلوب انتفاضة تقتلع الكيان، وترده عن عدوانه، نحن نعيش مرحلة تحرر، وعلينا ان نثور، وان نناكف كل اعدائنا، وأن نبقى منتفضين، مع الإشارة إلى أننا لا يمكننا أن نثق في المواقف الامريكية والأوروبية".
القدس أقرب
واختتم الدكتور الهندي حديثه، قالاً: "القدس باتت أقرب لأن أهلها يدافعون عنها، ويسيجونها بعظامهم، ولأن الشعب الفلسطيني له الكلمة الأخيرة في الصراع، ولأننا بتنا نراكم نقاط قوة جديدة، ولأننا ندرك أن القدس بوصلة كل الأحرار، لذلك هي أقرب".