غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"معركة الشيخ جراح" جولة أولى من معركة كبرى في القدس قريباً

د. هاني العقاد 1.jpg

بقلم/ د. هاني العقاد

لم يكن رمضان هادئا هذا العام ولم يسمح للفلسطينيين المسلمين بأداء صلواتهم بحرية في المسجد الأقصى، منعوا الكثيرين ,منهم الاطفال الذين بكوا علي بوابات الأقصى لانهم حرموا من الدخول الي باحاته برفقة والديهم، ليس هذا فقط بل فتحوا كل الطرق امام المستوطنين المتطرفين للاعتداء علي المصلين الفلسطينيين في باب العامود وباب السلسلة وباب حطة واقتحم جيش الاحتلال المسجد الأقصى ودارت هناك مواجهات ضارية اصيب فيها المئات من الفلسطينيين في محاولة لصد جيش الاحتلال عن اقتحام المسجد الأقصى المبارك وتدنس المسجد الأقصى.

ولم يتمكن حتى المسيحيين من اقامة احتفالاتهم بمناسبة عيد سبت النور بحرية ايضا في كنيسة القيامة. انها سياسة الكيان العبري عدم ترك المسلمين والمسيحيين اداء طقوسهم الدينية بحرية وهي سياسة ممنهجة ليبقي الاحتلال يقرر كل شيء في المدينة المقدسة ومقدساتها، متي يحتفل المسلمين والمسيحيين بأعيادهم ومتي يسمح لهم بإحياء مناسباتهم الدينية، متي يصلوا ومتي لا يصلوا، متي يرابطوا في باحات اقصاهم ومتي لا، انها سياسة خطيرة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى وبالتالي انهاء الولاية والوصاية الدينية الاردنية.

تبادل ادوار حقيقي ضمن سياسة خطيرة لشطب الهوية الفلسطينية في القدس بين الجيش الاسرائيلي والمستوطنين المتطرفين الذين ترك لهم الحبل على الغارب للاعتداء بالسلاح على المقدسين الذين يسكنوا الشيخ جراح ابا عن جد من عائلات (الجاغوني واسكافي والكرد والقاسم) منذ العام 1967 والذين يقيموا في بيوت يملكوها ويملكوا ارضها وقد اقامت السلطات الاردنية بالاتفاق مع وكالة الغوث لهم هذه البيوت بوثائق رسمية. المستوي الرسمي في اسرائيل جند المستوطنين لهذه المهمة ووفر لهم الدعم القانوني والامني والسياسي حتى يتنصل من الجريمة الا ان معالم الجريمة وخيوطها بدأت من مكتب نتنياهو شخصيا الذي يريد دعم سياسي من قبل المستوطنين المتطرفين في معركته من اجل الحكم. الاحتلال الصهيوني هو الذي فجر المعركة في القدس باتجاهين داخل باحات المسجد الأقصى باب العامود وحي الشيخ جراح ولعل هذه المعركة اليوم تعني لنا انها جولة اولي من معركة كبري سوف تتفجر في القدس قريبا وسوف تذهب المدينة الي حرب طاحنة لن تتوقف حدودها عند المدينة المقدسة، هذه الحرب ستكون المعركة الكبرى من اجل القدس وعروبتها وفلسطينيتها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية.

معركة كبرى تريد فيها اسرائيل اقتلاع الهوية الفلسطينية من المدينة المقدسة عبر تهجير قسري للفلسطينيين من بيوتهم واحلال مستوطنين متطرفين تم جلبهم من انحاء متفرقة في اسرائيل لذات المهمة لان اسرائيل تعرف ان الوقت قد حان لهذه المرحلة وخاصة بعد ان عقدت اربع اتفاقات تطبيع مع العربان وضمنت ان الاقليم لن يتحرك لأي حادث كبير او صغير في القدس، وضمنت صمت عربي مطلق لأي تغير تقوم به في المدينة المقدسة سواء تهجير مدنين فلسطينيين وقلعهم من بيوتهم او تقسيم المسجد الأقصى بالقوة من خلال الدفع بمئات المستوطنين المتطرفين لاقتحام باحاته ليل نهار . المعركة الكبرى بدأت ملامحها الان من خلال سياسة اسرائيل في القدس والتي تسعي اليها لتغير الوصاية الدينية للمدينة المقدسة والوضع الراهن لصالح ادخال دولة مطبعة الي المشهد كخطوة من مخطط تغير المشهد في القدس كليا وكجزء من "اتفاق ابراهام" المشبوه. معركة كبري تسعي فيها اسرائيل لتمكين المستوطنين المتطرفين بتنصيب واقامة هيكلهم المزعوم امام المصلي المرواني وباب المغاربة حتى يصبح لهم موطئ قدم وحجة بالدخول الي باحات المسجد الأقصى في اي وقت كان دون لوم او انتقاد دولي.

معركة الشيخ جراح جولة اولي من معركة كبري متوقع تفجرها في الاشهر القريبة القادمة في المدينة المقدسة. هذه المعركة تتطلب الان انخراط الكل الفلسطينيين فيها وتقدم صفوف المدافعين عن حي الشيخ جراح الفلسطيني الذي مثل مركز عاصمة الفلسطينيين في القدس الشرقية لكونه يمثل اكبر الاحياء الفلسطينية بالقدس والذي يقطنه اكثر من ثلاثة الالاف فلسطيني وهــو حـي فلســطيني امتـاز بضمـه أبـرز العناويـن الرسـمية الفلسـطينية فــي القـدس مثـل بيـت الشـرق (مقـر منظمـة التحريـر الفلسـطينية فــي القــدس الــذي أغلقتــه ســلطات الاحتلال الإسرائيلي قســرا عــام (2003)، بالإضافــة إلــى المسـرح الوطنـي الفلسـطيني، والعديـد مـن مقـار البعثــات الدبلوماسية. ولعل حسم الفلسطينيين للجولة الاولي من المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه يعني الثبات في بيوتهم وعدم قدرة الاحتلال ومستوطنيه على تهجيرهم له ما بعدة لان هذه الجولة ان نجح الاحتلال لا سمح الله في حسمها سوف يقدم على تكرار زات السيناريو في احياء اخري من المدينة المقدسة وبيوت اخري من الحي لفرض السيطرة الاسرائيلية الكاملة عليها لصالح اغلبية يهودية.

سيقاتل المقدسين حتي النفس الاخير دون انتظار نجدة من احد لكن المعركة تستدعي الان انخراط الجميع فيها و وقوف الجميع مع جماهيرها، فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة التي استنجد بها اهالي الشيخ جراح ومازالوا في انتظار ان تقول كلمتها علي الارض مع استمرار مسلسل التهجير واستمرار المواجهة الضارية مع المستوطنين في كافة ارجاء واحياء القدس واولها داخل المسجد الأقصى الذي باتت باحاته ساحة مواجه ضارية مع الاحتلال، الجميع امام اختبار حقيقي وعاجل , فصائل المقاومة الفلسطينية والمستوي الرسمي والمجتمع الدولي ومن يدعون حماية القانون الدولي وحقوق الانسان وخاصة الولايات المتحدة و الصين والاتحاد الاوروبي والدول الخمس التي ادانت اجراءات اسرائيل داخل المدينة المقدسة، فرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا والمملكة المتحدة ولعل هذا الاختبار بات في انتظار اجراءات حقيقية تجبر الاحتلال الاسرائيلي علي وقف تلك السياسة والتراجع عن مخططاته التهويدية للمدينة المقدسة والتي بالطبع ستقضي علي اي امل لسلام حقيقي مستقبلي مع الفلسطينيين .

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".