بقلم الأسير/ سامح سمير الشوبكي
لقد سادت فينا العادة إن أردنا أن نحيا الانتصار وتفاصيله وسعادته الغامرة التوجه إلى خزائن التاريخ نفتش فيها عن مشاهد ولحظات ومواقف العزة والفخار، حتى قال من قال بأننا أمة ماض سحيق، وأن ذلك الزمان الرائد الذي كنا نقرر فيه البدايات ونرسم نهايات المواجهة بحروف القدرة والإمكان قد ولى بغير رجعة! فهل هذا الكلام وأشباهه صحيح؟ بالطبع لا.. ولا كبيرة؛ لأن شعبنا الفلسطيني وهو ينظر إلى أمجاد الماضي القريب والبعيد ليستلهم منه الطاقة اللازمة للاستمرار في عطاء المقاومة، يخوض في هذه الأيام من رمضان المبارك مقدمات الانتصار على كل المترددين واليائسين والمشككين بقدرة هذا الشعب على حمل أمانة الدفاع عن أرض الرباط، ومقدسات أرض الرباط، وحاضر ومستقبل أرض الرباط.
ومن يعتقد أن الذي حدث ويحدث في باب العامود وأزقة البلدة القديمة والمواجهة الساخنة في حي الشيخ جراح، وهذا الالتحام الجريء في شوارع الضفة الغربية، وهدير الغضب وفعله في غزة هاشم التي تردد ملء الدنيا "يا قدس إنا قادمون"، أن هذه الأحداث عابرة وعفوية وردة فعل كسابقاتها من جولات الاشتباك المحدود التي اندلعت وانقضت فهو مخطئ وواهم، وعليه أن يعيد حساباته جيدًا لأن التاريخ يقول لنا أن المعارك والاشتباكات بين أهل الحق والغرباء المارقين التي اندلعت في شهر رمضان المبارك كانت مقدمات حقيقية ومستمرة ودامية حتى الوصول إلى الانتصار المنشود.
مواجهات الفلسطيني الرمضانية مع الاحتلال تبشرنا أن معالم النصر قريبة.