قائمة الموقع

واغلظ عليهم

2021-05-11T23:45:00+03:00
صواريخ.jpg

بقلم/ د. محمد مشتهى

باعتقادي أن هذه الجولة من المواجهة هي اشبه بنموذج مصغر من معركة التحرير الكبرى ولا ابالغ بذلك، حيث أن استحقاقات معركة التحرير الكبرى تتوفر في هذه الجولة باستثناء استحقاق واحد فقط.

ان وحدة الشعب الفلسطيني خلف مقاومة العدو لم يسبق لها مثيل، كما وحدة المجاهدين في الميدان، والتنسيق بين فصائل المقاومة، والانسجام الاعلامي ايضا حاضر، والمتابعة اليومية للأحداث من قبل قادة المقاومة وخروجهم بخطابات ثورية حماسية تعبوية موحدين خلف معركة سيف القدس، وما ينقص هذه المعركة لتتحول لمعركة التحرير الكبرى هو فتح جبهات أخرى غير الجبهة الفلسطينية، وان الانتصار والثبات والصمود في هذه الجولة بكل تأكيد يهيئ ويصبح مقدمة لمعركة التحرير الكبرى باذن الله تعالى.

نحن المسلمون لدينا يقين كامل بأننا سندخل القدس فاتحين بإذنه تعالى، ومطلوب أن نعمل لأجل ذلك، ومطلوب من كل شخص أن يقوم بدوره في هذه المعركة لتحقيق ذلك امتثالاً لقوله تعالى: " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"، لأن نصر الله يتنزّل على المؤمنين المجاهدين الذين يعملون ويأخذون بالأسباب، المجاهد مطلوب منه أن يعد العدة ويقاوم وأن ياخذ حذره ويحافظ على نفسه، والجمعيات والمؤسسات الوطنية والجماهيربة والفصائلية مطلوب أن تحتضن أبناء شعبنا الذين تُقصف منازلهم، ولا تنسوا أننا في شهر مبارك وكثير من الناس ربما لم يتناولوا طعام الافطار نتيجة لخروجهم من منازلهم بملابسهم فقط تحت تهديد القصف من العدو الصهيوني، وهناك دور مهم لشباب فلسطين المتابعون لمواقع التواصل الاجتماعي، مطلوب منهم حماية وتحصين تلك المواقع من المندسين والمتربصين بالمقاومة، اليوم هو يوم الملحمة والتلاحم والتعاضد، هذا يوم عزة وكرامة وهذا اليوم هو اقرب يوم للقدس، فمن يريد ان يكون في خندق العزة فالخندق واضح، كم كنا تواقون لهذه المشاهد، مشاهد التقدم والتفوق والانفة لشعبنا.

أيها المجاهدون

الله عز وجل أمر النبي-صلى لله عليه وسلم-بالجهاد قائلاً له: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ"، نعم ان الله ينصر المؤمنين وقد جعله الله حقاً عليه كما قال تعالى: "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ"، لكن في المقابل قال الله للمؤمنين: جاهدوا أي اعملوا، فالله ينصر المؤمنين المجاهدين العاملين وليس المؤمنين المنتظرين لتحقيق التنبؤات.

اخبار ذات صلة