قائمة الموقع

جيل المواجهة والتحام الجبهات!

2021-05-12T03:17:00+03:00
توفيق السيد سليم.jpg
بقلم/ توفيق السيد سليم
في اللحظة التي قرر فيها العدو الصهيوني بعنجهية وغرور واستعلاء فرعوني، فرض واقع جديد على مدينة القدس المحتلة بتفريغ أهلها المتجذرين فيها منذ فجر التاريخ، وتكثيف عمليات تهويد المسجد الأقصى المبارك، متسلحاً بما حققه من اختراق لبعض العواصم العربية والإسلامية في معركة "التطويع والتطبيع"، ذهبت عشرات السنين من عمليات "كي الوعي" التي مارسها الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني، ذهبت جميعها أدراج الرياح.
فلم يكن يخطر ببال قادة هذا الكيان أنهم وهم في غمرة استعلائهم وكبريائهم، سيقفون وجهاً إلى وجه مع جيل المواجهة الجديد.. هذا الجيل الذي وُلد بعد ميلاد الألفية الجديدة.. جيلٌ لم يعرف يافا والرملة وعكا وحيفا سوى في القصائد والأناشيد والحكايا، جيلٌ حاولوا تدجينه وتشويه وعيه بأوهام "السلام المزعوم" و"حل الدولتين" وأن الأرض ممكن أن تُباع وتشترى، وتقسّم بين مغتصب دخيل، وصاحب حق يأبى الرحيل!.
فمن باحات الأقصى.. إلى أزقة وحواري القدس العتيقة، اندفع شباب هذا الجيل المتقد وعياً وثورة؛ ليرسم ملامح المرحلة من جديد، فتحركت على إثره جموع الثائرين في غزة، لتلبي صرخات المكلومين والمسحوقين والمستضعفين هناك، فإذا بتل أبيب وعسقلان تتحولان بفعل صواريخ المقاومة إلى كتلة من اللهب وأكوام من الحجارة! ولأن الشهيد يُحيي الملايين، تحركت الجماهير الثائرة في اللد وأم الفحم والنقب وأخواتهم من مدن وقرى الداخل المحتل، لتعيد رسم معادلة الصراع من جديد.. ما يعني أننا بتنا أمام مشهد متكامل من الثورة والتضحية والفداء، مشهد ترسم أضلاعه، غزة المحاصرة والضفة الغربية والداخل المحتل، وفي القلب من تلك الأضلاع تتربع القدس.. صاعق التفجير.. ومحرك الجماهير.. وباعث الثورة.
إن ما يجري اليوم، لم يكن ليخطر في بال قادة الكيان، ولا حتى في أسوأ كوابيسهم، لقد ظنوا وهماً أنهم حسموا الصراع لصالح مشروعهم التوسعي والاستيطاني، وأن شياطنهم سوّلت لهم أنهم باتوا جزءاً لا يتجزأ من نسيج وتاريخ المنطقة، فإذا بالأرض تلفظهم، والنار تلاحقهم..
إن ما نشهده اليوم من التحام كافة الجبهات داخل الوطن المحتل، تؤكد أن الصراع مع هذا الكيان قد دخل منعطفاً خطيراً ومهماً لصالح مشروع المقاومة الذي يتعاظم يوماً بعد آخر، فالتاريخ بعد معركة "سيف القدس" لن يكون بأي حال من الأحوال كما كان قبلها، فالقادم أعظم بإذن الله، وستثبت الأيام غداً أن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت..
مرحى لجيل المواجهة الجديد القادم بقوة رغم ما تعرض له من محاولات إقصاء وإلهاء وإبعاد.. مرحى لرجال القدس المنتفضين، مرحى لرجال باب العمود الثائرين، مرحى لرجال اللد والرملة ويافا والنقب وأم الفحم المخلصين، مرحى لرجال المقاومة في كل مكان وهم يعيدون تشكيل المرحلة، وهم يعيدون صياغة المنطقة من جديد على أسس من قيم العدل والحق والإنسانية.
وإن غداً لناظره لقريب
اخبار ذات صلة