قائمة الموقع

وما يدريك علَّها تكون الملحمة الكبرى

2021-05-13T15:00:00+03:00
محمد مشتهى.jpg

بقلم/ د. محمد مشتهى

في كثير من الأحيان يخطئ الخصم في تقدير الموقف، وفي حال أخطأ العدو تقدير الموقف في معركة سيف القدس (وهذا وارد) ثم وضع هدفا كبيرا مثل القضاء على المقاومة ما يعني أنه ذاهب لارتكاب المزيد من الاغتيالات والمجازر، فإن ذلك سيكون هو الصاعق لتشابك جبهات المقاومة في المحور، وصحيحٌ أن دول المحور تساند المقاومة ماليا وسياسيا وأمنيا وتزودها بالسلاح والخبرات، لكن هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها والعدو يدرك ذلك جيدا، وفي حال توفرت اشارات لدى دول المحور بأن العدو سيتجاوز تلك الخطوط فإنه حتما سيكون هناك موقف واضح وفوري ودون تردد.

في لحظة ما (لربما تكون قريبة) ستتشابك الجبهات كلها لمواجهة المشروع الصهيوأمريكي الذي لطالما استهدف المنطقة وتغول وتوحش بها، سيواجهونه بشكل وبقرار جماعي ومدروس، حينها لن ترد كل جبهة لوحدها، ولن يكون لكل جبهة اعتبارها الخاص، وفي حال بدأت تلك المرحلة فهذا يعني أنها نقطة اللاعودة وسيتم وضع الهدف الكبير وهو إخراج هذا العدو من المنطقة نهائيا، والعمل على هزيمته.

نؤمن بأن النصر والهزيمة بيد الله عز وجل، والله يمكن أن ينصر عباده بزلزال أو حتى ببعوضة، "وما يعلم جنود ربك الا هو"، والاخذ بالأسباب واجب، والمقاومة تعد نفسها جيدا وفي كل جولة تتقدم وتكون اكثر تماسكا وانسجاما، ومع كل جولة تزداد الناس تمسكا وقناعة بها كسبيل أوحد للخلاص من هذا العدو الاحلالي، نحن اليوم على أعتاب مرحلة مفصلية من عمر المقاومة وكذلك مفصلية في عمر الاحتلال.

الاحتلال أمام ثلاثة خيارات أحلاهما مر:

الاول: ارتكاب مجازر وهذا يضعه أمام رد عنيف من المقاومة وكذلك تحت الضغط الدولي والاهم هو امكانية تشابك جبهات.

المحور الثاني: اغتيال كبير يخرج بعدها لجمهوره بصورة للنصر حتى لو قام بتهدئة الاوضاع مرحليا في القدس والشيخ جراح.

الثالث: الاستمرار بنفس الوتيرة من التصعيد، وهذا لا يخدمه لان كل يوم يمر تتآكل فيه هيبته العدو الصهيوني لا يمكن له الصبر طويلا، حيث أن جبهته الداخلية فيها مشكلة وتتفاقم، لذلك باعتقادي انه سيحسم أمره في أحد الخيارات الثلاثة، وفي حال لم يختار الاول والثاني فهو يعني أنه لا يزال يتمرغ في وحل الخيار الثالث.

اللافت في الامر، أن أي خيار يختاره العدو هو لن يضير المقاومة، فهي في النهاية جاءت لحماية شعبها وهي جاهزة لتقديم التضحيات، وإن ما يقدمه الان شعبنا من كلفة عالية في سبيل خلاصه من عار الاحتلال هي تبقى رخيصة وقليلة أمام تكلفة الصبر على الاحتلال.

اخبار ذات صلة