لم تمضِ ساعات معدودة على معركةِ "سيف القدس" حتى تمكنت المقاومة من استهداف جيبين عسكريين إسرائيليين بصاروخ "الكورنيت" الموجه، والذي يعرف بـ"صياد المدرعات"، نظراً لدقته في ضرب هدفه وتدميره.
ووثقت كاميرا كتائب القسام وسرايا القدس صاروخ الكورينت وهو ينقض على فريسته شرق قطاع غزة، ليحولها أثراً بعد عين، ليعلن الاحتلال عن مقتل عدد من جنوده في استهداف مركبتهم العسكرية.
والكورنيت منظومة روسيّة مضادّة للمدرعات (الدروع) طُوّرت مطلع التسعينيّات؛ لتدمير الأهداف المُدرَّعة والتحصينات الخرسانيّة.
وتتكون المنظومة من القاذف والمنصة وجهاز التوجيه الليزريّ، ويمتلك الصّاروخ حشوة جوفاء مزدوجة الانفجار تُمكِّنه من اختراق الدروع ثم تدميرها.
وفي ديسمبر 2010 استهدفت كتائبُ القسّام بالكورنيت لأول مرة دبابةً إسرائيليّةً شرق مخيم البريج، وأعلنت عن العملية بعد عامين خلال عدوان 2009 في رسالة تهديد لسلاح المُدرعات الإسرائيليّ بعنوان "أتذكرون؟".
دفع كابوسُ الكورنيت الاحتلال لاستحداث التحصينات وزرع الأشجار على طول الحدود مع القطاع سعياً لحجب الرؤية عن خلايا المقاومة، كما بدأ مشاريع مثل "معطف الريح" لتحصين دباباته.
وافتتحت المقاومة جولتَها الأخيرة بالكورنيت لتُضاف إلى أبرز عمليات الكورنيت السابقة: استهداف بارجة حربيّة إسرائيليّة (2012)، استهداف ثكنات عسكريّة (2014)، استهداف حافلة نقل جنود شرق جباليا (2018)، واستهداف عدد من آليات الاحتلال (بين 2014-2021).
ولا يمكن تخمين الأعداد التي تمتلكها المقاومة من هذه الفصيلة، غير أن مناورات واستعراضات عسكرية عديدة كانت تظهر مقاومين فلسطينيين وهم يحملون سلاح الكورنيت.
ويخشى الاحتلال الإسرائيلي من التوغل البري في قطاع غزة، خشية من كمائن المقاومة، أو استهدافه بصواريخ الكورنيت، التي شكلت نقلة في قوة المقاومة.