جولة النزال تشتدّ بين المقاومة والعدوّ. بينما تواصل الأولى عملية «سيف القدس» بثبات وبتكتيكاتها التي فاجأت العدوّ، عاد الأخير إلى ما كان يتقنه: الاغتيالات للقادة وقتل المدنيين.
هذه المرة صار يبيد ليس أبراجاً سكنية فحسب، بل مربعات سكنية بكاملها يدفن فيها عائلات بأفرادها كافة من أجل الوصول إلى شخص واحد، حتى لو لم تكن المعلومة مؤكدة.
في المقابل، تشدد المقاومة ضرباتها كماً ونوعاً ومسافة. فحتى الفجر، وصلت إنذارات الصواريخ حتى الجليل الغربي ومرج بني عامر وجنوب الناصرة، فيما كانت القدس المحتلة وتل أبيب تحت النار بأكثر من صلية، عقب صباح تعرضت فيه أسدود وعسقلان ومدن وبلدات في النقب ومستوطنات «غلاف غزة» كافة لضربات قوية متواصلة، سبقها استهداف نوعي لجيب إسرائيلي قتل كل من فيه، وبينهم حاملو رتب بعدما جرى استدراجهم بطريقة لم تكشفها المقاومة بعد.
أما عدّاد الشهداء فبقي يتصاعد، وربما يزداد حتى الفجر مع مواصلة الأطقم الطبية انتشال الشهداء. وبين هذا وذاك، تصطدم جهود التهدئة بحوائط كثيرة، لكن الحدث الأهم والأكثر حساسية هو انفجار الداخل على نحو أذهل العدوّ بعدما تحوّلت مدن الداخل إلى ساحات اشتباك، ففلسطينيّو الـ 48 يرون أن هذه المعركة معركتهم بدرجة أولى، فيما أهل القدس والضفة يواصلون اشتباكاتهم مع العدو على مدار الساعة، وخاصة مع تسجيل عمليات كان من أبطالها عناصر في أمن السلطة التي باتت في موقف لا يُحسد عليه.
المصدر: الأخبار اللبنانية