تفاعل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع حادثة استشهاد العالم البروفيسور جمال الزبدة الذي قضى ومعه ابنه أسامة في قصف إسرائيلي، ونعته "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس".
وبحسب إحصائية محدثة ، من وزارة الصحة الفلسطينية، أدى قصف الاحتلال العنيف والمستمر لقطاع غزة، إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 109 شهداء؛ بينهم 28 طفلا و15 سيدة، والجرحى إلى 621 إصابة بجروح مختلفة.
ونعت سجى الزبدة ابنة الشهيد العالم والدها في منشور مؤثر على "فيسبوك"، جاء فيه بعد أن حمدت الله كثيرا: "قرة عيني وسندي الرجل الأول في غزة، العبقري الفذ البروفيسور المتواضع الذي أتعب العدو، والذي زلزل الأرض تحت أقدامهم، والذي هزم الجيش الذي لا يهزم الشرف".
وأضافت: "كل الشرف لمن لامست يداه يدك، والشرف كل الشرف لمن لامست شفتاه رأسك، تاج راسي وحبيبي الحنون.. الشهيد العظيم الدكتور المهندس /جمال محمد سعيد الزبدة".
وتابعت: "هذا الشبل من ذاك الأسد؛ حبيبي ونور عيني الحنون السند والمدد المهندس العظيم أسامة جمال الزبدة، الحمدلله؛ ابنة الشهيد وأخت الشهيد".
ونبهت في منشور آخر إلى أن "فلسطين كلها" تصدح بسيرة والدها وشقيقها، وقالت: "الأمة العربية والإسلامية كلها فخورة فيكم، حبيبي كنت تحكيلي كيف أنام والأقصى أسير، ورحت فداء الأقصى والدين".
وفي منشور طويل يتحدث عن مكانة الشهيد الزبدة، ذكر الباحث سعد الوحيدي أنه في ذات يوم سأل الشهيد "مازحا": "عم (أبو أسامة) حد بسيب أمريكا وبيرجع على غزة؟".
وأضاف بأن تلميذا سابقا للشهيد: "أجابني وكأني بصدى صوته يرن في أسماعي إلى الآن: هادي البلاد أمانة وقضية يا سعد، واللي عنده انتماء لقضيته لا أمريكا ولا 1000 أمريكا تغريه".
وأوضح أن "أ.د.م. جمال الزبدة "أبو أسامة" مؤسس ورئيس قسم الهندسة الميكانيكية في الجامعة الإسلامية، حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الهندسة الميكانيكية "أعتى فروع الهندسة" من الولايات المتحدة".
ونوه إلى أن "هذه العقلية الفذة، كانت أطروحته للدكتوراه تتعلق بمحرك طائرة F-16 المقاتلة في جامعة فيرجينيا، وهو العالم الذي حصد براءات الاختراع وعاد إلى غزة رافضا كل عروض العمل والتدريس وحياة الأحلام في نخبة الجامعات الأمريكية".
ولفت إلى أن "هذا الأكاديمي الحق والمهندس الفذ والعقلية الجبارة والمقاتل العنيد، شخصية كانت تنتقل بروح الله ومعيته من قاعات المحاضرات إلى المعامل والمختبرات، وترابط في ورش التصنيع والتطوير ومختبرات المقاومة ومعاملها، حتى أجرى الله على يديه وأيدي تلاميذه وإخوانه ما يسيء اليوم وجه العدو".
وأشار "سعد" إلى أن الشهيد الزبدة "انتصف يومه وانقسمت حياته؛ بين تدريس وإعداد آلاف المهندسين في مختلف تخصصات كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية في غزة، وإعداد وتدريب المقاتلين والفنيين والمهندسين؛ ليكونوا روافع ودعائم للعمل العسـكري المقاوم الذي يدك اليوم قلب الكيان المسخ (تل أبيب).
وزاد: "في سنوات دراستنا الأولى، كانت حدود معرفتنا بالدكتور أنه عقلية فذة لامعة، متدين ذو فكر إسلامي، يمتلك ذائقة أناقة واضحة في هندامه وحضوره وأسلوبه وحديثه، مرح بشوش بسّام اعتاد بعض طلابه المقربين أن ينادوه مازحين بـ"جيمي"، وكان أول المحطات التي لا تنسى خلف سيرة الدكتور، هو قصف منزله خلال معركة حجارة السجيل عام 2012، يومها تعالت بعض الهمسات والتخمينات والأقاويل عن دور وظيفي ما للبروفيسور في مشروع المقاومة، دون أي تحديد مسبق أو معرفة بحجم الدور الذي يشغله هذا العملاق".
ونوه إلى أن "صاحب الألقاب الثلاثة "أستاذ دكتور مهندس"، يرحل اليوم برفقة كوكبة من المقاتلين والمهندسين وقدامى المطاردين من قادة القسام".
وعلق رئيس تحرير "عربي21" الكاتب فراس أبو هلال على ارتقاء العالم الفلسطيني وقال: "بحجم السماء سلام عليك، تركت أمريكا وشهاداتك العليا وعملك في مصانعها، وعدت إلى سجن كبير يحاصره الجوع والفقر والأعداء، اسمه غزة".
وأضاف: "يقولون لكل من اسمه نصيب، ولك من اسمك كل نصيب، فأنت الـ"جمال" وفي ارتقائك شهيدا إلى الله "الزبدة" في معنى الفداء والتضحية، سلام عليك يوم ولدت وتبعث حيا".
وكتب الطالب السابق لدى الشهيد الزبدة على "تويتر"، عاصم النبيه، "درسني الشهيد البروفيسور جمال الزبدة في مرحلة البكالوريوس بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية بغزة، وقد كان نعم الأب ونعم المعلم، عالما عبقريا فذا ذكيا متواضعا خلوقا"، مضيفا: "نشهد الله أنك قد أديت الأمانة، رحمك الله".