قائمة الموقع

أنس اليازجي يكتب رسالة لخطيبته الشهيدة "شيماء أبو العوف"

2021-05-19T09:26:00+03:00
اليازجي وأبو العوف
شمس نيوز - غزة

أيام قليلة فقط كانت تفصل الشاب أنس اليازجي، للزفاف على خطيبته شيماء أبو العوف، التي استشهدت في جريمة اسرائيلية تضاف لسجل حافل من الجرام بحق الفلسطينيين.

القصة بدأت خلال العدوان المستمر على قطاع غزة منذ منتصف الأسبوع الماضي، حينما بدأت طائرات الاحتلال الحربية بقصف وتدمير المنازل والمنشآت السكنية، والصناعية، والمقار الحكومية المختلفة في قطاع غزة.

ليأتي فجر يوم الأحد الموافق 16/5/2021، -اليوم السابع للعدوان- لتستيقظ غزة على اصوات انفجارات، وقصف همجي طال مناطق متفرقة بالمدينة، لم تسلم منه العمارات السكنية، والمنازل، ولا حتى البنية التحتية والشوارع.

وفي هذا الوقت كان اليازجي يطمئن على خطيبته أبو العوف قبيل ثواني معدودة من إطلاق الطائرات الحربية عدة صواريخ تجاه المنزل الذي تقطنه، لتستشهد مع عشرات من أقاربها وجيرانها، فيما اصطلح على تسميته "مجزرة الرمال".

اليازجي الذي بقي يومين كاملين على أمل أن تخرج خطيبته من تحت الأنقاض حية، ويكملا حياتهما ويتزوجا، لم يكن يتوقع أن تخرج شهيدة، ويشارك في تشييع جثمانها ودفنها.

وبعد استيقاظه من الصدمة كتب اليازجي لخطيبته أبو العوف:

حسناً شيماء

أحبك جداً و بعد ..

انا الآن تحت القصف كما دائماً من اللحظة التي أغلقنا فيها الهاتف منذ ثلاثة أيام و خمسة صواريخ على بيت عائلتك،

منذ آخر بروفا لفستان العرس و معجون الحناء

منذ آخر الكلام و طيب المقام

منذ عيد و زغاريد

وجارات وصديقات و مواعيد لحفل الزفاف

منذ أول اولادنا المؤجلين وأول عنادكِ

أقول : أريد طفلاً واحداً

وتقولين : لا / بل عشيرة .

أحبكِ جداً و بعد .. أنا الآن تحت القصف كما دائماً

يدي في جيبي و عقلي في مكانه

أقول : يا شيماء

مرَت طائرة

سقطَ الجرس و المئذنة

و تقولين : لا بأس

الصلاةُ صاعدة

أقول : يا شيماء دمروا الأبراج

و تقولين : لا بأس / بَقي الحَمام

أقول : حطَّموا النافذة

و تقولين : أحسنْ ، بهذا أصبح الضوء حراً

أحبك جداً ..

وحيث أنني الآن تحت القصف كما دائماً

و تحت الدمار

سيأتِ التُجَار و الفُجَار، وتبدأ المؤتمرات ، ويُفتح المزاد على البلاد و على ما تبقى من عباد

سيشكلون لجنة لإعادة الإعمار واعادة الأبراج

والبيوت المهدمة

وبيتنا يا حبيبتي

بيتنا الصغير الذي سوّيناه حجراً على حجر ، ثم غَرِقنا في الديون والأقساط

وغَرِقنا في الشجار على لون الكنب

ولون الحيطان ، وفي أي مكانٍ من حديقة بيتنا سنزرع شتلة العنب

ستُعاد لنا الشوارع

والمآذن و الحدائق

والكهرباء

وخطوط الماء

أقول : وقد توقف القصف

من يعيد لشيماء الدماء .

اخبار ذات صلة