قائمة الموقع

كيف نقاوم الحرب النفسية؟

2021-05-19T10:56:00+03:00
الحرب النفسية.jpg
بقلم/ د. محمد مشتهى

عندما نقول حرب نفسية، يعني حرب بمعنى الكلمة، لها علومها ومدارسها وأدواتها المتعددة، وإن أهم عامل من عوامل نجاحها هو الاشاعة، والحرب النفسية مستمرة ضد الخصم في السِّلم والحرب، لكن تزداد وتيرتها وشدتها أثناء الحروب، وهدفها هو بث روح الهزيمة والاستسلام بين الناس، من خلالها يتم تقزيم انجازات المقاومة وتهويل انجازات العدو، بحيث يجعل الجماهير لا ترى ولا تسمع سوى انجازات العدو، لذلك من أهم العوامل التي تحارب وتقف سدا منيعا ضد الحرب النفسية هو تصدير انجازات ونماذج البطولة للمقاومة وتقزيم ضربات العدو حتى لو كانت مؤلمة، فمشهد تلك الأم التي فقدت أبنائها وتهتف للمقاومة، ومشهد الشاب الذي يرفع شارة النصر وهو لا يزال تحت أنقاض بيته وصورة الطفل مبتور القدم وهو يرفع شارة النصر، وغيرها من المشاهد والصور هي التي تتصدى للحرب النفسية، وإن مشاهد الصراخ ونشر الإشاعات والنقل من إعلام العدو خصوصا ما يتعلق بالتهدئة هي تساعد العدو الصهيوني في معركته النفسية وفي المقابل هي لن تخفف من العدوان أو من مشاهد التدمير، فالعدو عبر تاريخ اجرامه لم تضبطه أو تحد من بطشه كل مشاهد الانسانية، ولم تستدعِ شفقته، فهو عدو مجرم لا يأبه لا لبكاء امرأة أو صراخ مسن، فهو قاتل الأطفال والنساء ومرتكب المجازر عبر تاريخه المليئ بالدماء، لذلك ليس أمامنا سوى العض على آلامنا وجراحنا حتى تنتهي المعركة وتحقق أهدافها بإذن الله تعالى، وليس امامنا سوى التمسك برواية المقاومة والالتفاف حولها، فهي منا ونحن منها وهي التي تشبهنا ونحن نشبهها، وأيضا هي ليست منفصلة عن جراح وآلام الجماهير، عوائلهم مستهدفون وكذلك بيوتهم، وهم في خطر الاستسهاد في ميادين العزة والكرامة.

فلنصبر جميعا ولنحتسب
والامر كله لله، وإن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، وإن يد الله دوما مع الجماعة

اخبار ذات صلة