غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

غوغل تتستر على جرائم الاحتلال.. كيف؟

غوغل.webp
شمس نيوز -وكالات

لماذا لم يرسل فيسبوك إشعارا إلى الشعب الفلسطيني ليؤكد نجاته مثلما يحدث بعد أي كارثة أو حادث آخر في أي دولة؟

سؤال مشروع لرواد مواقع التواصل الاجتماعي بعدما دخل التصعيد ضد الفلسطينيين أسبوعه الثاني، والذي بدأ بحملات اعتقال وعنف من قوات الاحتلال بمساعدة المستوطنين، لمصادرة بيوت العائلات الفلسطينية وطرد أصحاب الأرض الحقيقيين في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة.

أسفرت جرائم الاحتلال حتى اليوم عن استشهاد 219 فلسطينيا بينهم 63 طفلا و36 امرأة و16 مسنا، وإصابة 1500 بجراح مختلفة، وفق تصريحات وزارة الصحة في غزة، وتشريد أسر كاملة بعد قصف منازلهم، ثم قصف عديد من المواقع الإعلامية في القدس، وحذف "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام" حسابات صحفيين فلسطينيين رصدوا انتهاكات الجيش الإسرائيلي، وتقويض الوصول إلى معلومات محدثة عن أحداث قصف غزة، تحت حجة "مواد مؤذية" من أجل التعتيم على انتهاكات الجيش الإسرائيلي.

فيسبوك لن يفيد

رفض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تواطؤ تلك المواقع بالتحايل على خوارزميات هذا المواقع باستخدام الرموز وسط الكلمات، والكتابة بالعربية دون نقاط، حتى أطلقوا حملة لخفض تقييم تطبيق "فيسبوك" على متجري "غوغل" و"آبل" كوسيلة احتجاج على تقويض سياساته لانتشار المحتوى الفلسطيني.

تستهدف تلك الحملة التأثير على اقتصاديات "فيسبوك" للتراجع عن سياساته، وكرسالة احتجاجية على ملاحقة قوات الاحتلال النشطاء الفلسطينيين على خلفية كتابة منشورات على الموقع، مما مثل احتجاجا سلميا بسيطا، قد يؤتي ثماره قريبا.

لكن محققي المصادر المفتوحة -بما في ذلك بيانات الخرائط- باتوا يغردون بعيدا بالاحتجاج على حجب صور الأقمار الاصطناعية لفلسطين، وصعوبة تحديد مواقع الهجمات وتوثيق الدمار.

وبالبحث عن غزة -أحد أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم- على برامج الخرائط المفتوحة مثل "خرائط غوغل" أو "زوم إيرث" يظهر اسم إسرائيل، يجاوره شريط قطاع غزة الساحلي، كصور مضببة ومنخفضة الدقة، وتعود إلى عام 2016.

وبالكاد يمكن رؤية أسماء الشوارع في مدينة غزة، دون تفاصيل للمنازل، على الرغم من أنك إذا اخترت دولة أخرى، وحتى أكثر المناطق حساسية حول العالم، ستتمكن من رؤية أسطح المنازل والأشجار والسيارات المارة على الطرق بدقة بالغة.

ما سبب أهمية صور القمر الاصطناعي؟

بعد المواجهات الأخيرة، يتطلع المحققون إلى رصد المباني المستهدفة في غزة ، باستخدام الأقمار الاصطناعية، بعدما باتت الوسيلة الأقوى لضمان نتائج التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.

وقد نجح تعاون الباحثين في منظمة "هيومن رايتس ووتش" (HRW) مع شركة معامل "بلانت" (Planetlab) عام 2017 لإظهار انتهاكات الجيش لقرى الروهينغا في ميانمار، ومكنتهم الصور من تحديد مدى الضرر الذي لحق بأكثر من 200 قرية بالمنطقة، من خلال مقارنة صور الأقمار الاصطناعية بدقة 40 سم، أو أقل، لهذه المناطق من قبل وبعد.

ساعدت صور الأقمار الاصطناعية أيضا في رصد الهجمات على المدارس في سوريا، والغارات الجوية على الأحياء المأهولة بالسكان في الموصل بالعراق، وتتبع ما حدث في منطقة شينجيانغ بالصين عام 2019، بما في ذلك معسكرات الاعتقال المخفية لمسلمي الإيغور، كما أعطت الصور عالية الدقة فكرة عن حجمها وعدد المحتجزين.

وتعتمد منصات رسم الخرائط العامة، مثل "غوغل إيرث" (Google Earth) و"آبل مابس" (Apple Maps) على الشركات التي تمتلك أقمارا اصطناعية لتوفير الصور، مثل "معامل بلانت" و"ماكسر"(Maxar) وهما الوحيدتان اللتان تمتلكان صورا دقيقة لفلسطين المحتلة، لكن لماذا لا يمكن السماح بنشرها؟

لماذا تعادي برامج صور الأقمار الاصطناعية غزة؟

لا تظهر الأقمار الاصطناعية صورا فوق إسرائيل والأراضي الفلسطينية على مدى العقدين الماضيين، بسبب اللائحة الأميركية لعام 1996 المعروفة باسم قانون "كايل بينجامان" (Kyl Bingaman) نتيجة ضغط "إسرائيل" على الكونغرس تحت غطاء حماية أمنها القومي، مما حد من جودة وتوافر صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة التي تنتجها الشركات الأميركية التي تغطي الأراضي الفلسطينية المحتلة ومرتفعات الجولان، والنتيجة هي أن الصور المتاحة للجمهور على البرامج الأساسية مثل "غوغل إيرث" كانت غير واضحة بشكل متعمد.

وتملك "إسرائيل" بموجب قانون "كايل بينجامان" الرقابة الحكومية الوحيدة على الصور بالعالم، فلا يمكن رصد نمو البؤر الاستيطانية على أرض فلسطين أو المواقع العسكرية أو توثيق هدم المنازل، ورصد انتهاكات حقوق الإنسان والتحقق منها طوال 24 عاما الماضية.

ورغم أن القانون لا ينطبق إلا على الشركات الأميركية، فإن أكبر البرامج بالسوق العالمية تتبع شركات أميركية، سواء كانت تتيح خدماتها للجمهور مثل "غوغل" و"بينغ مابس" (BingMaps) أو لا تتيحه مثل "ماكسر" ومعامل "بلانت" المكلفة برصد انتهاكات حقوق الإنسان، لكن الرقابة على صور الأقمار الاصطناعية على الأراضي الفلسطينية المحتلة باتت الاستثناء الثابت، والعائق أمام التوثيق.

يأتي ذلك تنفيذا لما يراه أمنون هراري، رئيس برامج الفضاء بوزارة الدفاع الإسرائيلية، بحسب ما أوردته رويترز، بأنهم لا يفضلون رؤيتهم على وجه الدقة، لترد شركة معامل "بلانت" في بيانها بأنهم سيوفرون صورا عالية الدقة للمنطقة، عندما يتغير القانون الحاكم.

المصدر : مواقع إلكترونية