تدخل معركة سيف القدس يومها العاشر على التوالي، وسط محاولات بائسة من قادة الاحتلال الإسرائيلي، للخروج بصورة النصر من بين ركام منازل المواطنين والمنشآت الاقتصادية والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة.
العميد المتقاعد في الجيش اللبناني شارل أبي نادر، يرى أن ما يجري في الأراضي الفلسطينية يشكل نقطة لافتة ومفصلية في الصراع، مشيرًا إلى أن هذه الجولة تأخذ شكلًا أكثر حدة من ناحية العدو ومن ناحية المقاومة.
وقال أبي نادر في تصريح لـ"شمس نيوز"، :"صحيح أن الاعتداءات الإسرائيلية تعودنا عليها بعدائيتها ومخالفتها للقوانين الدولية، وتاريخ العدو دائمًا كان في هذا الإطار، إلا أن ما يجري على الأرض من قدرة المقاومة ومناورتها الصاروخية، تحرج قادته".
ويشير العميد اللبناني إلى، أن هذه المعركة قد تكن حساسة بالنسبة للعدو كونه على مفترق طرق، أحلاها مر، أهمهما أنه يستسلم أمام قدرات المقاومة التي فرضت نفسها خاصة من خلال المناورة الصاروخية اللافتة والناجحة.
وأضاف "هنا إذا رضخ واستسلم سوف ينجر ليس فقط على الموضوع المتعلق بغزة بل سينعكس على الصراع بشكل عام (القدس، المستوطنات، على نقاط أخرى)".
واوضح أبي نادر أن المقاومة بالأساس ربطت وقف المواجهة بوقف الاعتداء على القدس والتهويد والانتهاكات بحق المقدسات وغيرها من النقاط الأساسية التي يحاول العدو أن يأخذ منها خطوة لتنفيذ مخططاته بالتهويد الكامل واخضاع الشعب الفلسطيني.
وتابع "من الناحية العسكرية رضوخ واستسلام العدو سيشكل سابقة سوف تتكرر، حيث أن ما فرضته المقاومة من معادلة ردع سينجر لكافة المواجهات اللاحقة".
واستدرك أبي نادر حديثه "العدو سيبحث عن مناورة يستطع الخروج منها، على الأقل تحمل الخسارة والربح ليقول في إعلامه إنه ربح وإن المقاومة الفلسطينية خسرت ويسرد نقاط خسارتها".
وبين أن الموازين تغيرت لما يصحب المرحلة الحالية من وقفة فلسطينية، من جميع المكونات والمناطق، -بعيدًا عن الخطاب الرسمي الخجول-، سيشكل تاريخًا جديدًا ومنعطفًا أسياسيًا في الصراع.
العميد اللبناني، يرى من الناحية العسكرية ان لدى العدو خيار التوجه لعملية برية، يعمل من خلالها على تحسين شيء من صورته أمام الجبهة الداخلية.
وقال "الدخول في معركة برية تحمل تداعيات خطيرة على جيش الاحتلال، كونه قد يوقع نفسه في كمين للمقاومة، التي نجحت في المناورة الصاروخية، وبكل تأكيد لديها مناورة برية ودفاعية مناسبة".
وعلى النقيض يستبعد أبي نادر أن يقدم العدو على هذه العملية، مبقيًا خيار مواصلة القصف والدمار في محاولة للضغط على المقاومة، ولكي لا يخرج خاسرًا من هذه المعركة، كما حصل حتى اللحظة، رغم أعداد الشهداء وكم الدمار.
وتابع أبي نادر، "من الناحية العسكرية والجغرافية، هناك خيار بأن يتجه العدو إلى شطر غزة إلى شطرين، من خلال تنفيذ عمليات اختراق واسعة، بعيدًا عن الأحياء المجهزة بالأنفاق وبنية دفاعية متماسكة، على أساس أن المنطقة الفاصلة بين الشمال والجنوب خفيفة الانتشار السكاني وقليلة العرض".
وأشار إلى أن هذا الأمر ورغم صعوبة حدثه إلى أنه قد يساعد الاحتلال للقول بأنه انتصر، من خلال التغطية البحرية والجوية الكثيفة، لتنفيذها، مضيفًا "لاحقًا سيقول إنه انتصر وتبقى الأمور السياسية والميدانية على حالها ويكون هناك تفاوض للانسحاب على أساس مقايضة القدرات الصاروخية بذلك وبذلك يكون نأى بنفسه عن المواجهة الخطرة والحساسة، وحقق شيئًا ميدانيًا على الأرض".
وختم أبي نادر حديثه "دائمًا يبقى هذا الأمر خيار من الناحية العسكرية بمعزل عن المعطيات الخاصة التي أعتقد أن الاخوة في غزة يعرفونها جيدًا أكثر مني".