قائمة الموقع

نصف أمن أو نصف عقيدة أمنية

2021-05-20T13:53:00+03:00
قصف غزة.jpg
قلم/ أحمد ابو تيم

الأمن نظام كامل متكامل ، فلا يوجد أمن أو أنصاف أمنية ، لأن الأمن والنظام الميكانيكي أو أى نظام ، لو تعطل جزء من هذا النظام تعطل وتوقف النظام كله ، ولو كان الخلل فى أصغر قطعة معدنية لأكبر المعدات الثقيلة . وهكذا الأمن فهو إجراءات أمنية متكاملة من أجل بناء عقيدة أمنية سليمة ، فلا يجوز أن يكون خلل فى العقيدة أو أنصاف مبادئ ، أو جزء من الإجراءات ، لأن هذا الجزء البسيط ربما هو الثغرة التى من خلالها يكون الاختراق ، فلا العقيدة تبقى ، ولا المنظومة الأمنية تستطيع حماية نفسها ولا أبناءها . وهذا الفهم الخاطئ لدى المزاجيون الذين يأخذون من عقيدة الحذر ما يناسب مزاجهم ويتركون ثغورا جعلت أجهزة أمن الصهاينة تعرف أسرار ومقدرات لا يعرفون قيمتها .

أما أن هناك مبادئ تعادل نصف الأمن فهذا صحيح ومن باب الأهمية،فمثلا المفاجأة هي نصف الأمن وكيف لا ، فإن العدو تفاجئ بضربة سرايا القدس لجيب ضباط المخابرات وقتاً وأداءاً ، كما وأن المنظومة الأمنية الصهيونية تفاجأت بكثافة وتركيز الرمايات الصاروخية ، مما جعلهم عاجزون عن فهم التكتيك وتحرك وأداء هذه الوحدة التى بمهارتها العسكرية تفوقت على الجهود الأمنية الاستخبارية الصهيونية وأجهزة أخرى أيضا .

فمن المؤكد لا يوجد نصف أمن ولكن هناك إجراءات بسيطة ربما هي كل الأمن.

أيضا البعض يرى أن السرية والكتمان وحفظ أسرار العمل كل الأمن وليس نصفه ، وهذا القول حقيقة عملياتية وواقعية ، فمن لزم حفظ أسرار العمل كلها " أسماء وأماكن وعتاد وخطط وتكتيك وسياسات " وكل شئ من أموره الخاصة ، فقد حرم العدو من كل شئ فلهذا أصبح الميزان الأمني أن العدو لا يمتلك شئ ليراقبه أو يستهدفه .

أيضا يرى الآخرون أن "السمع والطاعة " عقيدة أمنية فمن التزم بواجب السمع والطاعة ، فقد التزم بالسياسات الأمنية والتوجيهات والتعميمات وهذه المنظومة الأمنية السليمة التى يمتاز عناصرها بالسمع والطاعة.

ففي معركة سيف القدس كانت الضربة الأولى والفتيل الأول لهذه المعركة درساً من دروس نصف الأمن حيث تجلت المفاجأات وظهرت السرية وبرز السمع والطاعة ، وهذا الذي زاد الفهم لدى الحاضنة الشعبية بأن سرايا القدس تفاجئ العدو و الجماهير العظيم بإلتزامهم " بعقيدة وحس أمنى" جعل من ضرباتهم الصاروخية والمدفعية و تخفى المجاهدين عن أعين أدوات المنظومة الصهيونية ، فلولا السرية وهذا الحس الأمنى لما ضربنا صاروخ القاسم من على تخوم اراضينا المحتلة ومن اقرب نقطة لأحدث الكاميرات وأجهزة التنصت والمناطيد والمسح البشري ، أليس هذا الإبداع سبقه تصنيع وإعداد و نقل وتربيض وتجهيز التزم بالسرية فى كل هذه المراحل .إن المعركة كلها تحتاج إلى عقيدة أمنية متكاملة ولو بنصف العتاد .

إذن أصبحنا نمتلك سياسة أمنية وعقيدة أمنية كاملة ، ولو بنصف العتاد السلاح والصواريخ لنقهر منظومة تغنت لسنوات بأنها الأسطورة ، إسألوا بنك أهدافهم .

حقاً لا يوجد نصف أمن ، ولكن يجب أن لا نفرط بأى نصيحة أو توجيه أمنى كي ننتصر ويبقى سيف السرايا سيفا مشرعا للقدس و لردع أى حماقة يرتكبها الإحتلال.

اخبار ذات صلة