شمس نيوز - محمد مهدي
أجمع محللون سياسيون على أن غياب أي ضمانات حقيقية وجدية لتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية الذي تم الإعلان عنه مساء الأربعاء الماضي في منزل رئيس الوزراء في غزة إسماعيل هنية وعرف بـ"اتفاق الشاطئ" في أعقاب اجتماع بين وفدي حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية .
وعزا المحللون في أحاديث منفصلة لـ "شمس نيوز" أن غياب الاحتفالات في الشارع الفلسطيني إلى حالة الإحباط وتعاظم المخاوف من فشل الاتفاق كما حدث في الاتفاقات السابقة , مشددين على ضرورة أن يكون للفصائل الوطنية والإسلامية التي شاركت في اللقاءات دورا هاما في متابعة تنفيذ الاتفاق حسب الجدول الزمني المعلن .
أزمات جديدة
واعتبر المحلل السياسي هاني البسوس أن الاتفاق جاء استجابة للظروف المحيطة وتكدس الأزمات المحلية والإقليمية وتعاظم الضغوط الدولية على السلطة الوطنية لتمديد المفاوضات وكذلك إحكام الحصار على قطاع غزة , مضيفا :" شهدت الفترة الماضية جهوداً مضنية من قبل شخصيات وطنية وقيادات في حركتي حماس وفتح بغية إنهاء حالة الانقسام وإتمام المصالحة ".
ولم يستبعد البسوس أن تتسبب مدة الأسابيع الخمس المتاحة أمام الرئيس محمود عباس لتشكيل الحكومة بتفجر أزمات جديدة من شأنها عرقلة جهود المصالحة, معقبا:" الأسابيع الخمس هي المدة القانونية لتشكيل الحكومة من أجل التواصل مع كافة الأطراف, ولكن الحالة الراهنة كان من الأفضل تقليص المدة إلى اسبوعين أو ثلاثة على أبعد تقدير " .
وأوضح أن الاتفاق المعلن لا تتوفر له أي ضمانات سوى صدق النوايا والحاجة لدى طرفي الانقسام لإتمام المصالحة , مطالبا الفصائل الوطنية والإسلامية بالتدخل لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق على أرض الواقع وكسر حاجز الخوف الموجود لديها من إرباك الساحة الداخلية في حال تحميل أحد الأطراف مسؤولية افشال الحوار .
يفتقد الضمانات
ومن جهته، أوضح المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة أن الاتفاق الأخير تميز عن باقي الاتفاقات بوضع الجدول الزمني للبنود والاتفاقات التي تم التوصل لها في لقاءات القاهرة وقطر , مردفا :" عمليا الاتفاق وضع آليات لتنفيذ الاتفاقات السابقة وجدول بنودها زمنيا لإنجاز حكومة التكنوقراط والانتخابات , وكذلك فتح المجال أمام الرئيس عباس لتولي رئاسة الحكومة القادمة أو تكليف شخصية أخرى لتولي المنصب ".
وأكد أبو سعدة أن الاتفاق يفتقد الضمانات الحقيقية لتطبيقه فعليا على أرض الواقع في ظل غياب راعي للقاءات والحوارات بين وفدي حركة حماس ومنظمة التحرير , معتبراً أن غياب الاحتفال عن الشارع الفلسطيني دلالة واضحة على حالة الإحباط المتراكمة بفعل توالي فشل اتفاقات المصالحة وعدم لمس المواطنين لخطوات عملية على أرض الواقع .
وعزا اختيار غزة كمكان لانعقاد جلسات المصالحة إلى تأزم العلاقة بين السلطات المصرية وحركة حماس بعد إدراج الأخيرة على قائمة المنظمات "الإرهابية "من جانب القضاء المصري , مضيفا :" كما أن العالم العربي منشغل بالملفات الساخنة مثل سوريا وليبيا والعراق , ولذلك كان لزاما على الفلسطينيين أن يتحملوا مسؤولية إنجاح المصالحة بأنفسهم ".