قائمة الموقع

د. الهندي: "سيف القدس" وضعت العدو في مأزق تاريخي

2021-05-21T01:08:00+03:00
الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركةالجهاد الإسلامي
شمس نيوز - بيروت

شدد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، ورئيس الدائرة السياسية الدكتور محمد الهندي على أن المقاومة لا تستجدي التهدئة، ولا تحتاج لتفاهمات أو مفاوضات لا يلتزم بها العدو كما كان في أوقات سابقة

وقال د. الهندي في حديث لبرنامج "حتى القدس" عبر فضائية "الميادين"، "إن رسالة المقاومة وصلت بأن العدوان بدأ في القدس وينتهي فيها"، مضيفًا "القدس عنوان جهادنا ومقاومتنا بدأنا من أجلها وعندما نصل إلى اتفاق نقول (إن عدتم عدنا)".

وأشار إلى أن العدو مضطر لوقف النار لعدة أسباب أحرجته على المستوى الدولي والإقليمي وحتى الداخلي.

وأوضح د. الهندي أن أول هذه الأسباب هو فشله ذريع في الميدان عندما حددت المقاومة الفلسطينية، موعد بدء الرد على جرائمه.

وأضاف "ثانيا أهلنا في الضفة وأراضي الـ48 الذين أعادوا الصراع إلى المربع الأول، الأمر لم يعد في غزة، بل عن القدس وحيفا ويافا وكل مكان.

وبين أن العامل الثالث باستجداء العدو وقف اطلاق النار انحسار الغطاء الدولي الذي تمتع به على مدار كل الجولات السابقة.

ولفت د. الهندي إلى أن العدو لا يستطيع اجتياح قطاع غزة برياً أمام استعداد المقاومة، مضيفًا "ليس لديه أي أهداف سوى قصف بيوت المدنيين".

وأكد أن المناخ الدولي والإقليمي والداخلي حتى عند العدو غير مواتٍ للاستمرار بالعدوان، لذلك ليس أمام العدو إلا وقف عدوانه.

وتابع د. الهندي، "نتنياهو يبحث عن صورة انتصار يرمم بها هذه النهاية، ولن يجدها لأن المقاومة رسمتها في اللحظة الأولى"، مشيرًا إلى أن نتنياهو مضطر لإيقاف العدوان.

وبين د. الهندي أن اليوم شهد اتصالات عديدة خاصة من مصر مع الجهاد وحماس، للحديث عن وقف إطلاق نار متزامن يكون بآلية إعلان مصري هي التي تخرج وتحدد الساعة"، موضحًا أن المصريين قدموا تفاهمات يتم وقف نار متزامن وتبحث القضايا التي تطالب بها المقاومة على أن يكون هناك لقاء في القاهرة بعد ثلاثة أيام.

وقال "لكن نحن قلنا بشكل واضح أن العدو مضطر لوقف النار لعدة اعتبارات والتفاهمات التي توصلنا في اتفاقات غير مباشرة مع العدو بجولات سابقة لم يلتزم بها (..) نحن قلنا بأن القدس خطا أحمر وهذا عصب حساس لا يمكن السكوت عليه وإذا عادوا سنعود".

وابدى د. الهندي اعتقاده بأن المصريين أخذوا موافقة من العدو، متوقعًا أن يتم الإعلان خلال الليلة أو على أبعد تقدير أو يوم غدًا.

وشدد على أن موقف الفصائل واضح بأنه لا يمكن أن يكون هناك أي تفاهمات دون النص على وقف الاعتداءات في القدس، وخاصة في اقتحامات المسجد الأقصى وبيوت حي الشيخ جراح، مضيفًا "القدس هي عنوان المقاومة والنضال الفلسطيني، العدو وضعه على الطاولة ظانًا بأن الوقت مواتي لكن المقاومة كان لها الكلمة".

واستدرك "رسائل المقاومة وصلت تمامًا للعدو أن القدس خط أحمر لا يمكن الاعتداء عليها وسلاح المقاومة في غزة سلاح الشعب الفلسطيني يدافع عن كل الشعب، ولن يصمت في معركة القدس"، مؤكدًا أن العدو لن يجد الصورة سوى صورة الهزيمة.

وتابع "غزة سترسل نتنياهو للبيت أو السجن، ولن ينفعه اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لهذا الكيان، ولا اتفاقات التطبيع مع بعض الدول المرعوبة والحكام المرعوبين.

وأوضح أن الرد بدأ على العدوان في القدس، وما لم تشمل أي مفاوضات وقفها، فلن يكون هناك أي قبول فلسطينيي بها، مضيفًا "العدو يريد أن يوقف النار من جانب واحد، المصريون سيعلنون موقف بأن هناك إطلاق نار (..) ونحن كما قال الجميع إن عادوا للعدوان ستعود المقاومة فهي بخير، وأثبتت أنها على قدر هذه المواجهة، والعدو سيبحث على مبررات للهزيمة".

وشدد على أن معركة سيف القدس شكلت هزيمة للعدو الذي سيبدأ مبكرًا بتبادل الاتهامات، لمحاولة ترميم صورته، وفشله في تحقيق الشروط التي وضعها وأهمها ردع المقاومة التي تواصل ردعه على الأرض، مضيفًا "سيتحدثون كما تحدثوا في الـ2008 و2012 و2014، أنهم حققوا نصرًا وردعًا ودمروا 100 كيلو متر من الأنفاق، ودمروا من الصواريخ التي ستنطبق حتى آخر لحظة".

ولفت إلى أن كل هذه الأكاذيب لن يصدقها أحد، متابعًا "عندما تقصف العاصمة التي ترعب كل المرعوبين في المنطقة ويجلس ثلثين المستوطنين في الملاجئ، هذا يؤكد انها هشة ويمكن كسرها وردعها وعلى العالم كله سماع هذه الرسالة".

وتابع "أقول بشكل واضح ومحدد عند وقف إطلاق النار في هذه جولة، يعني أنها ستبدأ جولة جديدة ستكون ساحتها الاساسية في الضفة والقدس، مشيرًا إلى أن الجولة الحاسمة تكون هنا.

ودعا د. الهندي للنفير غدًا في كل مناطق الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948 لأجل استمرار المعركة، ولتتحول إلى انتفاضة عارمة تحميها غزة، حتى كنس الاحتلال من القدس كاملة، ليكون يوم احتفال بالنصر، مشددًا على أن ما حصل في غزة خلال المعركة شكل بداية انحصار (اسرائيل) وبداية إنهاء تغولها على المنطقة ورسم صورته الحقيقية.

موقف الأمة الإسلامية من انجاز المقاومة

وأكد د. الهندي أن الأمة كلها تقاوم الكيان، مشيرًا إلى أن هذه المعركة ليست على فلسطين أو على مستقبل القدس فقط، هي تحدد مستقبل المنطقة بأسرها.

وقال "اسرائيل كيان زرع في هذه المنطقة لمنع أي نهضة لها، الأمة الإسلامية واحدة، القدس قبلتها، وجميعها في هذا الاتجاه".

ولفت إلى أن الدول التي تحاول بناء تحالفات مع هذه الكيان ستكون جزء من المهزومين في هذه المعركة، مضيفًا "المنتصرون اليوم ليس فلسطين وحدها وليس القدس وحدها، بل كل من تعيش في قلبه القدس والمقاومة".

وتابع "الرسائل التي وصلت اليوم إلى المقاومة تعكس تجدد الأمل بالأمة وتجدد الأمل بقوى المقاومة (..) نحن نقول لكل أمتنا أنتم أقوى بمقاومتكم وشعبكم الصامد في فلسطين، وهذا الكيان الهش يمكن كسره وردعه أمام غزة لوحدها المحاصرة منذ 15 عامًا، كيف إذا فتحت أبواب الأمة أمامه وأمام كل الأحرار في هذه الأمة".

وأشار د. الهندي إلى أن غزة من خلال "سيف القدس" وضعت الكيان في مأزق تاريخي"، لافتًا إلى أن البعض كان يظن أنه مصدر حماية له.

وأضاف "(إسرائيل) التي ترعب المطبعين وبعض العواصم لا تستطيع حماية نفسها أمام غزة المحاصرة ، فكيف إذا فتحت الأمة الصامدة التي لا تبخل بمال أو بما تملك؟".

وتابع "بدون شك الآلاف المؤلفة في شوارع الرباط، والنساء الذين يتبرعن بحليهن ويقولوا للعساكر اخلعوا ملابسكم والبسوا حجابنا واجلسوا هنا، هؤلاء هم نبض الأمة الحقيقي".

وبين د. الهندي أن هناك كثير من المشاكل يواجهها العدو أمام هبة الجماهير، أهمها مواقع التواصل الاجتماعي التي فضحته، متابعًا "كان في السابق كل الإعلام الغربي مع (إسرائيل)، اليوم على الأقل 10% من الإعلام العالمي مع الحق الفلسطيني بعد ما تناقلته وسائل الإعلام".

وأكد أن ما حصل في معركة "سيف القدس" في قطاع غزة، أو حققه صمود الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وثورته في الـ48، فتحت الباب أمام حرب مفتوحة مع العدو ستدرك آثارها سواء داخل الخريطة السياسية الفلسطينية أوعلى المنطقة والعالم.

رسالة للسلطة

وقال د. الهندي "نوجه رسالةً للسلطة الفلسطينية، لا أمل من هذا الكيان، ونؤكد شراكتنا تكون في الميدان، وتشكيل حكومة يرضى عنها الغرب، هذه مسألة وراء ظهرنا".

وشدد على أن الشعب الفلسطيني حي ولديه استعداد كبير للمواجهة والتضحية، مضيفًا "علينا أن لا نخذله ونشكل مرجعية وطنية وإعادة بناء م ت ف لتكون هي قيادة نضال شعبنا".

اخبار ذات صلة