قائمة الموقع

فلسطين الملحمة والانتصار.. كيف نحافظ على المعادلات الجديدة التي فرضتها المقاومة؟

2021-05-21T20:40:00+03:00
الركن الشديد
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

سجلت المقاومة الفلسطينية انتصارًا جديدًا في معركة "سيف القدس" لتبدأ بذلك مرحلة عنوانها أن الكلمة العليا لها، وأنها لن تسمح بأي حال من الأحوال بالمساس بأي من الثوابت الفلسطينية، وستكون هي المدافع عن الحق الفلسطيني أينما وجد.

المرحلة الجديدة التي سجلتها المقاومة خلال المعركة، بدأت بتحديها لساعة الصفر، في حال لم يتوقف الاحتلال عن جرائمه في المدينة المقدسة، بالإضافة إلى التناغم العالي بين فصائلها ووحدة الميدان في مقارعة العدو طيلة أحد عشر يومًا.

ومع بدء هذه المرحلة الجديدة حققت المقاومة العديد من الانجازات على الأرض، لا بد من التقاطها والحفاظ عليها، وصولاً لتحقيق كافة الأهداف المشروعة لشعبنا، كما يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى لإبراهيم.

وأشار إبراهيم في حديث مع "شمس نيوز" إلى أن المقاومة حققت جذورًا وجماهيرًا أكبر على الأرض، بالإضافة إلى حاضنة شعبية لا تزال تؤمن بأن خيار المقاومة خيار أساسي ورئيسي في المعركة مع الاحتلال.

وقال "الإعداد الجيد للمقاومة، وإدارتها السليمة للمعركة، واحدة من الانجازات التي عززت صمود الفلسطينيين"، موضحًا أنهم باتوا يعلموا أكثر بأن ورائهم قوة تستطيع أن تحميهم ويدركون جيدًا أن الضحية بدون قوة فلا يسمعها أحد.

ولفت إبراهيم إلى أن تحرك المقاومة، في المعركة الأخيرة، كان سببًا لتنبيه العالم بوجود أزمة لا تزال مستمرة في قطاع غزة، بالإضافة إلى أن القضية الفلسطينية ما زالت حية من خلال تسليط الضوء عليها مجددًا خصوصًا ما حصل في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى ومع فلسطينيي الـ48.

وأضاف "هذا أخجل العالم، وجعله يتحدث بأن هناك قضية شعب لا تزال بحاجة لحل، وأن المجتمع الدولي عليه أن يتحرك"، مشيرًا إلى أن التحرك الدولي أيًا كان نوعه يأتي في صالح "إسرائيل".

واستدرك ابراهيم حديثه، "بالنسبة لأمريكا لا يوجد لدي اعتقاد أن هناك تغيير بالنسبة لمحددات سياستها تجاه الشرق الاوسط، و(اسرائيل) تحديدًا، كونها لا تسمح لأحد أن يمس الشكل الحالي، وادعائها بأن "حل الدولتين" هو الأساس، بحاجة إلى ترجمة على الأرض".

وأشار إلى أن المجتمع الدولي كان له خلال المعركة دعوات لوجود حل سياسي، لافتًا إلى أنها كانت دعوات لم تطبق بشكل واقعي على الأرض.

أما على المستوى العربي فيرى الكاتب والمحلل السياسي أنه مهلهل، لافتًا إلى أن الجامعة العربية تحدثت بشكل متأخر.

وقال "مصر تدخلت في المعركة بحكم الجوار وأن غزة تمثل لديها بعد استراتيجي، وهي الراعي للمصالحات الداخلية أو حتى على مستوى التصعيد الاسرائيلي".

وبين أن مصر لدها دور تاريخي كبير، يجب استثماره بشكل فعال للضغط على المستوى الدولي للضغط على أمريكا و"اسرائيل" من خلال التنسيق بين القيادة الفلسطينية والمصرية والعرب على أسس مشتركة لدعم القضية الفلسطينية.

وذكر أن التضامن العربي من الأردن وقطر وبعض دول الخليج، يشكل عمقًا داعمًا للقضية الفلسطينية، بعيدًا عن الأنظمة التي هرولت للتطبيع، داعيًا لاستثمار هبة جيل الشاب العربي وتفاعلهم مع القضية الفلسطينية ومطالبته بحل هذه القضية وزوال الاحتلال عنها.

وأعرب الكاتب والمحلل السياسي عن أمله بأن يكون هناك تحرك للقيادة الفلسطينية، لتحشيد هذا الزخم الدولي الذي منحته المقاومة للقضية الفلسطينية، واستثماره بشكل جيد من خلال إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني والشراكة الوطنية وإتمام الوحدة.

وتابع "المطلوب من المستوى السياسي الرسمي ترجمة إتمام المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام"، مؤكدًا أنه دون ذلك تبقى أزمة المشروع الوطني الفلسطيني قائمة والانتصار الذي حققته المقاومة قد لا يلقى الصدى خلال المرحلة المقبلة ويبقى عاطفيًا ووجدانيًا لدى الشعب الفلسطيني.

ويرى الكاتب السياسي أن أهم ما يجب أن يحدث خلال المرحلة المقبلة لاستثمار هذه الإنجازات هو تجديد النظام السياسي الفلسطيني، ليس فقط من خلال الانتخابات التي ألقيت، وإنما من خلال المواجهة، قائلَا "الفلسطينيون عندما قرروا مواجهة الاحتلال في الأقصى والشيخ جراح هزموه وحققوا مكاسب، أيضًا في باب العامود عام 2017، هذه الجولات والمحطات التي حدثت يجب أن يكون لها تأثير على السياسة الفلسطينية".

وأعرب عن أسفه من الحديث اللائح بالأفق عن نية السلطة تشكيل حكومة وحدة وطنية تعترف بالشرعية الدولية، متابعًا "هذا من المنظور القريب تغيير جوهري في ملف المصالحة والوحدة، كون حكومة تعترف بالشرعية الدولية لن تشارك فيها الكثير من الفصائل الوازنة الرافضة لمعاييرها".

وختم ابراهيم حديثه "المخرج من جميع المآزق يتم من خلال التوافق على قواسم مشتركة من خلالها تستثمر الانجازات التي حققتها المقاومة في غزة، والشباب الثائر في القدس والضفة وأراضي الـ48".

اخبار ذات صلة