انتهت معركة "سيف القدس" بنصر جديد سجلته المقاومة الفلسطينية، فيما عاد نتنياهو وقادة حربه يجرون أذيال الهزيمة، بعد 11 يومًا من العدوان الغاشم دون تحقيق أي من الأهداف التي سوَّلت له نفسه برسمها.
"سيف القدس" ونتائجها على الأرض شكلت نقطة لافتة ومفصلية في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، كونها أخذت شكلًا أكثر حدة من ناحية المقاومة والعدو، كما يرى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني، شارل أبي نادر.
وشدد أبي نادر خلال حديث مع "شمس نيوز" على أن المقاومة استطاعت أن تحرج قادة الاحتلال، من خلال المناورة الصاروخية التي قادتها، وقدرتها على توسيع شعاعها الصاروخي ليغطي مناطق واسعة في المستوطنات والمدن المحتلة.
وأضاف "المقاومة استطاعت وضع العدو على مفترق طرق أحلاهما مر، إما الرضوخ لشروطها ووقف اعتداءاته في القدس والضفة، وإما أن تتسع دائرة النار، وصولًا إلى مدن أكثر داخل العمق المحتل"، مشيرًا إلى أنها جددت تأكيدها بأن المواجهة غير متعلقة بغزة وحدها وإنما بكل الأرض الفلسطينية.
ولفت أبي نادر إلى أن الاحتلال رضخ للشروط المصرية، التي تتقاطع بشكل كبير مع شروط المقاومة، موضحًا أن هذه الشروط تتمثل بربط كل الأحداث بفلسطين في حالة الهدوء والتصعيد مع قطاع غزة.
وقال العميد اللبناني "هنا المقاومة حققت انجاز وسابقة جديدة، سيكون لها تبعاتها على كافة المستويات الأمنية والعسكرية، وهذا ما سيدفع العدو للتفكير مليًا قبل القيام بأي اعتداء على الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن المقاومة لن تتراجع عن أي من شروطها، وستبقى تحمل زمام المبادرة في أي وقت لاحق.
وذكر أبي نادر أن العدو حاول الخروج بمناورة تحمل حالة من الخسارة والربح ليظهر بأنه منتصر في إعلامه وأمام المستوطنين، إلا أنه فشل في الحصول على ذلك، كون موازيين القوة تغيرت، وأصبح الفلسطيني -بعيدًا عن المستوى السياسي الخجول- يقاتل ويطارد العدو بكل ما يملك من امكانيات وقدرات.