غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

موقف إدارة بايدن من العدوان الإسرائيلي على غزة.. دعم يرتقي إلى مستوى الشراكة

بايدن و نتنياهو
بقلم الباحث/ محمد جنيد

أظهر الموقف الأمريكي من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، مدى انحياز إدارة الرئيس جو بايدن، لحكومة نتنياهو، الذي ارتقى إلى حد المشاركة الفعلية في العدوان، بدءً بإعطاء إسرائيل الضوء الأخضر من خلال التصريح العلني بأن لها الحق في الدفاع عن نفسها، ومرورا بإحباط مشروع قرار في مجلس الأمن يدين العدوان، وليس انتهاءً بمنح دولة الاحتلال صفقة أسلحة متطورة بقيمة 750 مليون دولار.

فبعد مرور أسبوع على التصعيد الإسرائيلي العسكري ضد قطاع غزة على خلفية أحداث مدينة القدس وتهجير أهالي بلدة الشيخ جراح، والذي استمر 11 يوما، سعت الولايات المتحدة في تدخل خجول وطلبت من دولة الاحتلال خفض تدخلها العسكري والتخفيف من عمليتها العسكرية ودعت الى وقف إطلاق النار في تزامن مع دفاعها عن حق دولة الاحتلال في الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها كما زعم الرئيس الأمريكي بايدن.

حيث كررت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في 14 من أيار 2021 التأكيد على أنها تعمل على خفض التصعيد في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لتحقيق سلام دائم في قطاع غزة، كما أكدت على أن "لإسرائيل" الحق في الدفاع عن نفسها.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحفيين إن تركيز الإدارة الأمريكية ينصب الآن على "استخدام علاقاتنا في المنطقة لحل الأزمة بين إسرائيل وحركة حماس بالسبل الدبلوماسية" وأكد في الوقت ذاته أن واشنطن ستستمر في تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

وفي ظل دعوات الإدارة الأمريكية الى خفض التصعيد توالت المساعدات العسكرية من قبلها لدولة الاحتلال، حيث أنها وقعت على صفقة تزويد دولة الاحتلال بالسلاح بقيمة 750 مليون دولار أمريكي، ولاقت هذه الصفقة معارضة عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ الذين نظموا عريضة ليوقع عليها الكثير منهم لمنع تمرير هذه الصفقة التي وصفوها بأنها تستخدم لقتل الأبرياء.

ومن جهته عكف الرئيس الأمريكي للمرة الأولى من توليه الرئاسة على الاتصال أربع مكالمات هاتفية برئيس حكومة الاحتلال نتنياهو في ظل علاقتهم المتوترة إبان توليه الرئاسة وذلك من أجل الضغط على دولة الاحتلال بوقف إطلاق النار، بعد تصاعد الموقف الدولي وخروج الملايين للشوارع في مختلف الولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم قاطبة تضامنا مع الشعب الفلسطيني ورفضا للتصعيد والقتل الممنهج لأهالي قطاع غزة، الأمر الذي شكل وسيلة ضغط قوية على الولايات المتحدة وبايدن للتدخل بشكل فعلي لوقف الحرب ضد المدنيين في غزة، حيث تغيرت لهجة بايدن التي كانت متحفظة في بداية العدوان وداعمة لإسرائيل في استخدام القوة للحفاظ على أمنها الى لهجة شديدة قوية فارضة على نتنياهو وقف إطلاق النار من جانب واحد.

وذكرت قناة الجزيرة على موقعها الإخباري أنه خلال الأيام التسعة الأولى من العدوان، أعطى بايدن إسرائيل دعما غير محدود، مما اعتبره المعلقون وقتا كافيا للجيش الإسرائيلي لإحداث أكبر ضرر ممكن بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، المصنفة "جماعة إرهابية" في الولايات المتحدة.

وتضمن بيان البيت الأبيض الأول والثاني دعما واضحا من بايدن لنتنياهو، حيث عبر بايدن عن "دعمه القوي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس والجماعات الإرهابية الأخرى في غزة، وأدان هذه الهجمات العشوائية ضد البلدات والمدن في مختلف أنحاء إسرائيل، في حين أشار البيان الصادر بعد المكالمة الثالثة إلى أن بايدن أعرب "عن دعمه لوقف إطلاق النار"، وذلك دون أن يطالب أو يقترح وقفا لإطلاق النار، وتضمن البيان كذلك تأكيدا على ما تراه إدارة بايدن حقا إسرائيليا في الدفاع عن نفسها.

وجاء في المكالمة الرابعة منذ بدء العدوان، أن بايدن "ناقش مع نتنياهو التقدم الذي أحرزته إسرائيل في إضعاف قدرات حركة حماس ومنظمات أخرى في غزة".

وأضاف البيت الأبيض أن بايدن أبلغ نتنياهو "أنه يتوقع خفضا كبيرا للتصعيد اليوم، تمهيدا لوقف إطلاق النار في غزة.

وكشفت شبكة "سي إن إن" (CNN) أن مسؤولي إدارة بايدن كانوا أكثر حزما مع نظرائهم الإسرائيليين خلف الكواليس من مواقفهم المعلنة.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين مطلعين أن إدارة بايدن حثت الإسرائيليين بقوة على وقف عملية طرد الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس.

وأظهرت مواقف أمريكية أخرى، مساواة إدارة بايدن بين الجلاد وبين الضحية، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في مؤتمر صحفي إن فقدان الأرواح -سواء في الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي- أمر مأساوي ومروع.

وأضافت ساكي أن الإدارة الأميركية تركز على خفض التصعيد، وأن ذلك هو محور كل محادثة تجريها الإدارة مع قادة في المنطقة ومع من يمكن أن يكون لهم تأثير على حركة حماس.

وفي نهاية المطاف، توقف العدوان الإسرائيلي على غزة بعد أحد عشر يوما، استخدمت فيها القوات الإسرائيلية أقصى قوتها في ضرب تلك البقعة الصغيرة، مما أوقع خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".